تأكد من صحة الأحاديث وتخريجها بضغطة زر



بحث عن:

الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

من هم الجن ؟ ومما خلقوا ؟ ومتى خلقوا؟ وهل هم مكلفون ؟ وهل يحاسبون على أعمالهم ؟ وكيف يعذبون بالنار وقد خلقوا منها؟

من هم الجن؟ ومما خلقوا ؟ ومتى خلقوا؟


الجن: مخلوقات مكلفة مثل الإنسان خلقوا من نار السموم من ....
مارج من نار.

قال تعالى (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ)الحجر27.

وقال تعالى (وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ)الرحمن15.

فالجن خلقوا من نار السموم من مارج من نار، أي من طرف لهب نار السموم ، والمارج أخص من مطلق النار لأنه اللهب الذي لا دخان فيه.

 والمقصود بنار السموم: نار شديدة الحرارة لا دخان له ، وسميت نار السموم: لأنها تنفذ في مسام البدن لشدة حرها.ا.

والمقصود بمارج من نار:من طرف اللهب الخالص .

والجن خلقوا قبل الإنس بدليل قوله تعالى (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ) ، ومتى خلق بالضبط لا يعلم ذلك إلا الله فليس فيها دليل.

ولا يخفى أن خلق الجان من نار لا يستلزم أن أشكالهم وهيئاتهم كالنار، فالبشر خلقوا من تراب وليسوا كذلك ، فأصل الخلقة نار كما أن أصل خلقة الإنسان طين ، ولذا فإن في الجن صفات من صفات النار كالخفة و اللطافة ، مثلما للبشر من صفات التراب كالثقل والكثافة.

هل الجن مكلفون ؟

فالجن مكلفون بالعبادة مثلهم مثل الإنس ، قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)الذاريات56.

فدلت الآية على أن الغاية التي لأجلها خلق الجن والإنس هي العبادة، فهم مكلفون بها، وقوله  صلى الله عليه وسلم  (وكان النبي يبعث إلى قومه، وبعثت إلى الإنس والجن ) صححه بن حجر في فتح الباري .

والجن متفاوتون  كالإنس  في مراتبهم وعبادتهم لربهم فمنهم المسلم ومنهم الكافر :

فمنهم المسلم السني والشيعي ، ومنهم الكافر اليهودي والنصراني والملحد وغيرهم ، فهم مثل الإنسان طوائف شتى مثلهم مثل الإنسان ، و قد قال تعالى عن الجن(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا*وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا)الجن 1415.

والمقصود بالقاسطون : الظالمون الجائرون عن طريق الإسلام  بالكفر أي الكافرون.
وقال تعالى (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا)الجن11.

 ومعنى الآية : وأنا منا الأبرار المتقون ، ومنا قوم دون ذلك كفار وفساق ، كنا فرقًا ومذاهب مختلفة.

هل مؤمن الجن يدخلون الجنة؟ وهل الكفار والعصاة يدخلون النار؟

طالما أن الجن مكلفون فهم مثابون على الطاعة مستحقون العقاب على المعصية.

فمن أسلم وأطاع دخل الجنة ، ومن كفر وعصى دخل النار.
ودليل ذلك قوله تعالى (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ* فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ )الرحمن 4647.

والخطاب هنا موجه للإنس والجن أي ولمن اتقى الله من عباده من الإنس والجن، فخاف مقامه بين يديه، فأطاعه، وترك معاصيه، جنتان.

وكذلك الكافرين منهم والعصاة الذين يستحقون العقاب يدخلون النار ، قال تعالى (فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا)مريم68.

ولا يخلد في النار الموحدون سواء كانوا من الجن أو الإنس ولكن يعذبون بمعاصيهم ثم يخرجون إلى الجنة بعفو الرحمن أو بشفاعة الشافعين.

وقال تعالى(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ)الأعراف 179.

وقال تعالى (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ)الأعراف38.

ولكن كيف يعذب الجن بالنار مع أنهم خلقوا منها ؟

نعم أصل خلقهم ، وأساس مادتهم النار وهذا لا يعني بالضرورة أنهم الآن نار، و إنما يعني أن أصلهم كان ناراً كما أن أصل الإنسان كان طيناً ، فان هذا لا يعني أن الإنسان الآن طيناً ، ولو أن إنساناً وقع عليه تراباً كثيراً أو هدم عليه بيت من التراب لهلك ، ومات أو استغاث من الآلام والأوجاع ، وكذلك يمكن أن يعذب بالماء ،  وهكذا الجن خلقوا من نار ولكنهم ليسوا ناراً بل أنشأهم الله تعالى وطورهم وصورهم ، وإن النار تؤلمهم وتحرقهم وتعذبهم .

والأدلة على الجن لم يبقى على ناريته ما يلي :

1- فعن أبي الدرداء أن رسول الله قال(إنَّ عَدُوَّ اللهِ ، إبليسَ ، جاء بشِهابٍ من نارٍ ليَجعَلَه في وجهي . فقلتُ : أعوذُ باللهِ منك . ثلاثَ مراتٍ . ثم قلتُ : ألعَنُك بلَعنَةِ اللهِ التامةِ . فلم يَستَأخِرْ . ثلاثَ مراتٍ . ثم أرَدتُ أخْذَه . واللهِ ! لولا دَعوةُ أخينا سُلَيمانَ لأصبَح مُوَثَّقًا يَلعَبُ به وِلدانُ أهلِ المدينةِ)صحيح مسلم(3).

والشاهد من الحديث أن إبليس لو كان باقيا على ناريته ما احتاج أن يأتي بشهاب من نار.

2- وعنه صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطانَ يَجري من الإنسانِ مَجرى الدمِ) متفق عليه( 2). 

والحديث فيه دلالة على أن الشيطان يلج الجسم فمجرى الدم هو العروق ولو بقى الشيطان على ناريته لأحرق الإنسان، ولا يقول قائل أن المقصود بالحديث الوسوسة فكما هو المعلوم اتفق علماء الأصول أن الكلام لا يصرف عن ظاهرة إلا بقرينة ولا توجد هنا قرينة.

3-  أن الله على كل شيء قدير فقد خلق الجن من النار ويستطيع أن يعذبه بالنار.



3 ) رواه مسلم في صحيحه – كتاب المساجد ومواضع الصلاة - بَابُ جَوَازِ لَعْنِ الشَّيْطَانِ فِي أَثْنَاءِ الصَّلَاةِ، وَالتَّعَوُّذِ مِنْهُ وَجَوَازِ الْعَمَلِ الْقَلِيلِ فِي الصَّلَاةِ.

2 ) متفق عليه رواه البخاري ومسلم حيث رواه مسلم في كتاب السلام بَابُ بَيَانِ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِمَنْ رُئِيَ خَالِيًا بِامْرَأَةٍ وَكَانَتْ زَوْجَتَهُ أَوْ مَحْرَمًا لَهُ أَنْ يَقُولَ هَذِهِ فُلَانَةُ لِيَدْفَعَ ظَنَّ السُّوءِ بِهِ.

كتبه/ أبو عبدالله محمد العناني

 الراقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق