تأكد من صحة الأحاديث وتخريجها بضغطة زر



بحث عن:

الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

هل الجن موجود الآن وإذا كان موجودا فما هو الدليل؟وما هو حكم التكذيب بوجود الجن ؟

هل الجن موجود الآن وإذا كان موجودا فما هو الدليل؟

الجن موجودون ، ولكننا لا نراهم .


فالجن من الأمور الغيبية المأمورون  بالإيمان بها لأنهم
غابوا عنا وأخبرنا الله ورسوله عنهم.


هناك أدلة كثيرة في القرآن على وجود الجن ومن ذلك ما يلي:

(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ  ) الأحقاف: 29.

ومعنى الآية: واذكر أيها الرسول حين بعثنا إليك ، طائفة من الجن يستمعون منك القرآن، فلما حضروا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ، قال بعضهم لبعض: أنصتوا؛ لنستمع القرآن، فلما فرغ الرسول من تلاوة القرآن، وقد وعَوه وأثَّر فيهم، رجعوا إلى قومهم منذرين ومحذرين لهم بأس الله، إن لم يؤمنوا به.

هناك أدلة كثيرة على وجود الجن في السنة ومن ذلك ما يلي:

1-  روى مسلم في صحيحه عن بن مسعود رضي الله عنه قال (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة . ففقدناه . فالتمسناه في الأودية والشعاب . فقلنا : استطير أو اغتيل . قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم . فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء . قال فقلنا : يا رسول الله ! فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم . فقال (( أتاني داعي الجن . فذهبت معه . فقرأت عليهم القرآن )) قال فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم . وسألوه الزاد . فقال (( لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم ، أوفر ما يكون لحما . وكل بعرة علف لدوابكم )) . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( فلا تستنجوا بهما  فإنهما طعام إخوانكم)) ) صحيح مسلم([1]).

ومعنى استطير :طارت به الجن .

ومعنى اغتيل: قتل سرا والغيلة بالكسر هي القتل خفية.

ومعنى الحديث: أن الصحابة افتقدت الرسول وبحثوا عنه في الأودية وشعاب الجبال فلم تجده ، فقالوا خُطَفَ أو اغتيل من قبل المشركين ، فباتوا شر ليلة لأنهم فقدوا رسول الله ، ولما أصبحوا رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قادما إليهم ، فسألوا عنه فقال : أتاني داعي الجن أي دعاه أحد الجن فذهب معه وقرأ على الجن القرآن ، وانطلق الصحابة مع الرسول حتى رأوا آثار الجن وآثار نيرانهم ، وسألت الجن الرسول الزاد والطعام فدعا لهم رسول الله ورجا ربه أن يكون لهم كل عظم يذكر اسم الله عليه يكون أوفر ما يكون عليه لحما طعاما لهم ، وأن تكون كل بعرة (روث البهائم) علف لدوابهم ، ولذا نهى الرسول عن الاستنجاء بالعظم والروث لأنهم طعام الجن وطعام دوابهم.

وفي الحديث دلالة أن للجن دواباً كما أن للإنس دواباً: وقد تكون مركوبة كالإبل والخيل أو محلوبة كالغنم والبقر، وقد تتمثل بصور دواب الإنس أو الوحش كالظباء والوعول والمركوبات ونحوها ، وكثيرا ما تختفي عن أبصار الإنس حيث إنها من جنس الجن الذين هم أجسام خفيفة يروننا ولا نراهم ، ودل الحديث أنهم كالإنس يأكلون ويشربون وكذا دوابهم تأكل وتشرب وتتغذى، فمن غذائها بعر دواب الإنس وروثها لذلك نهينا عن الاستنجاء بها ، والله أعلم .

ولكن هل هذه الدواب تعقل أم لا وهل هي مكلفة أم لا ؟

والإجابة أنه ليس لدينا دليل على ذلك ولو تم قياسها على دواب الإنس لقلنا أنه لا تعقل ولا تكلف ولكن القياس هنا لا يصح لاختلاف عالم الجن عن عالم الإنس والله أعلم.

2-  عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال (لاَ يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلاَ إِنْسٌ، وَلاَ شَيْءٌ، إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ)صحيح البخاري(2).

وفي الحديث  السابق أن الجن تشهد للمؤذن يوم القيامة ، لذلك تجد الشياطين تفر عندما تسمع الآذان حتى لا تشهد للمؤذن يوم  القيامة وذلك حتى لا يشهد له ، كما أن الشياطين تخاف من الآذان وتعذب به ، وروي أنها إذا سمعن الآذان فإنها تدبر وله ضراط وذلك من الخوف والعذاب الذي يلحق بها.

وعدم رؤية الجن لا تدل على عدم وجودها :

فكم من شيء لا نراه وهو موجود فهذا الهواء لا نراه وهو موجود وهذه الكهرباء في الأسلاك ولا نراها بل إن في جسد الإنسان كهرباء ولا نراها وكذلك روحه التي بين جنبيه لا نراها وكذلك الله لا نراه وكذا الملائكة لا نراها .


ما هو حكم التكذيب بوجود الجن ؟

الجن موجودون ولكننا لا نراهم وهم من الغيب الذي حجب عنا كما حجب عنا رؤية الله والملائكة وعذاب القبر ونعيمه وغيره من الغيبيات ، والإيمان بالغيبيات واجب طالما أنها ثابتة بالقرآن أو السنة ، وخبر الجن ثابت بالقرآن والسنة فهناك سورة كاملة في القرآن تسمى بسورة الجن وذلك غير الآيات الكثيرة والأحاديث المستفيضة الصحية التي تتكلم عنهم ، فمن كذب بوجود الجن فهذا كفر لأنه مكذب بالقرآن وهو من نوع كفر التكذيب ، والتكذيب بوجود الجن كفر أكبر يخرج من الملة ، ولكن لا يكفر المعين إلا إذا توافرت شروط التكفير في حقه وإنتفت موانعه ، فليس كل من كذب بوجود الجن كافر ولكنه قد أتى بما هو كفر ولكن لا يكفر إلا بتوافر الشروط وإنتفاء الموانع.





[1] ) رواه مسلم في صحيحه - كتاب الصلاة - باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن .
2 ) رواه البخاري في صحيحه - كتاب التوحيد - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المَاهِرُ بِالقُرْآنِ مَعَ الكِرَامِ البَرَرَةِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق