الباب الثاني: الإيمان بأشراط الساعة وعلاماتها وأمارتها التي تكون
قبلها :
الإيمان بأشراط
الساعة من أركان الإيمان باليوم الأخر ويجب الإيمان بأن هناك علامات وأمارات
وأشراط تقع قبل قيام الساعة وأنها تنقسم إلى علامات صغرى وعلامات كبرى.
الفصل الأول : العلامات الصغرى:
1-
بعثة النبي صلى الله عليه
وسلم:
فعن
سهل بن سعد الساعدي: أن رسول الله
قال
(بُعِثتُ أنا والسَّاعةِ
كهاتَيْن . يُشيرُ بإصبعَيْه فيمدُّهما)صحيح البخاري.
2-
أن تلد الأمة ربتها:
والمعنى
أنه يصبح الملوك والأمراء من أولاد السرارى ( الإيماء) .
3-
تطاول الحفاة العراة العالة
رعاء الشاء في البنيان :
فعندما
يصبح رعاة الغنم الذين كانوا حفاة الأقدام عراة من الملابس من أصحاب الثروة والترف
والقصور العالية وترؤس القوم فذلك من علامات الساعة ، وهؤلاء هم العرب.
ودليل العلامة الثانية والثالثة ما يلي : الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب : أن
جبريل أتي النبي صلى الله عليه وسلم فسئله عن الإسلام والإيمان والإحسان ثم سئله
عن الساعة (قال
: فأخبرني عن الساعة . قال : " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل " قال :
فأخبرني عن أمارتها . قال : " أن تلد الأمة ربتها . وأن ترى الحفاة العراة
العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان )صحيح
مسلم.
4-
إقتتال فئتان عظيمتان يكون
بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة:
وهما
فئة على بن أبي طالب وفئة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.
5-
أن يبعث ثلاثون كذابا يدعون النبوة:
ومن
هؤلاء الذي ادعى النبوة مسيلمة الكذاب وسجاح الكاهنة والأسود العنسي والمختار
الثقفي وغيرهم.
6-
قبض العلم وكثرة الجهل:
وذلك
يكون بقبض العلماء ، وحينها يتخذ الناس رؤس جهالا فيسألون فيفتون بغير علم فيَضلوا
ويُضلوا ، فعن أنس بن مالك أن رسول الله
قال: (أن
من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويكثر الجهل ، ويكثر الزنا ، ويكثر شرب الخمر ،
ويقل الرجال ، ويكثر النساء ، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد)صحيح
البخاري.
7-
كثرة الزلازل:
8-
تقارب الزمان:
وذلك
بسهولة المواصلات سواء الطائرات أو السفن أو القطارات أو السيارات فتجد المسافة
البعيدة تقطع في دقائق معدودة.
9-
ظهور الفتن:
والفتن
على نوعين فتنة الشهوات حيث يتعلق القلب بالمال والنساء والبنون وغير ذلك وفتنة
الشبهات حتى يتعرض القلب للشبهات فيصاب منها بأمراض الشبهات مثل الكفر والنفاق
والرياء وغيرها.
10-
كثرة الهرج وهوالقتل:
11-
كثرة المال حتى لا يدرى صاحب
المال من يقبل صدقته وإذا عرضه لا يجد من يقبله:
12-
تمنى الموت وحتى يقول الرجل
لصاحب القبر يا ليتني مكانك:
وتمنى
الموت يكون بكثرة الفتن التي يعانيها الناس وكثرة المتاعب التي يلقونها في الحياة.
ودليل
العلامات من الرابعة وحتى الثانية عشر ، الحديث الذي رواه أبي هريرة عن رسول الله
(لا تقومُ الساعةُ حتى
تقتتلَ فئتانِ عظيمتانِ ، يكونُ بينهما مقتلةٌ عظيمةٌ ، دعوتُهما واحدةٌ . وحتى
يُبعثَ دجَّالونَ كذَّابونَ ، قريبٌ من ثلاثين ، كلُّهم يزعمُ أنَّهُ رسولُ اللهِ
، وحتى يُقبضَ العِلمُ وتكثُرَ الزلازلُ ، ويتقارب الزمانُ ، وتظهرُ الفِتنُ ،
ويكثُرَ الهرْجُ ، وهو القتلُ . وحتى يكثُرَ فيكمُ المالُ ، فيفيضُ حتى يهِمَّ
ربُّ المالِ من يقبلُ صدقتَه ، وحتى يعرِضَه ، فيقول الذي يعرضُه عليه : لا أَرَبَ
لي به . وحتى يتطاولَ الناسُ في البنيانِ . وحتى يمرَّ الرجلُ بقبرِ الرجلِ فيقول
: يا ليتني مكانَه
)صحيح البخاري.
13-
انشقاق القمر:
وقد
حدث ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وانشق حقيقة ، قال تعالى (اقْتَرَبَتِ
السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)القمر1.
14-
إضاعة الأمانة:
فعن
أبي هريرة أن رسول الله
قال (إذا
ضُيِّعت الأمانةُ فانتظِرِ السَّاعةَ . قال : كيف إضاعتُها يا رسولَ اللهِ ؟ قال :
إذا أُسنِد الأمرُ إلى غيرِ أهلِه فانتظِرِ السَّاعةَ)صحيح
البخاري.
فإذا
أسند الأمر لغير أهله لغير من يستحقه فهذا تضيع الأمانة.
15-
موت النبي صلى الله عليه وسلم:
16-
فتح بيت المقدس:
وهذا
حدث في خلافة عمر بن الخطاب.
17-
موتان يأخذ في المسلمين كقعاص
الغنم :
قعاص الغنم : مرض
يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة .
ويقال أن هذه العلامة حدثت في طاعون عمواس في
خلافة عمر بن الخطاب وذلك بعد فتح بيت المقدس ومات فيه كثير من المسلمين ومنهم
كثير من الصحابة.
18-
استفاضة المال حتى يعطى الرجل
مائة دينا فيظل ساخطا:
19-
فتنة لا تدع بيت من بيوت
العرب إلا دخلته :
قيل
أن هذه الفتنة هي الفتنة التي بدأت بمثل عثمان بن عفان رضي الله عنه واستمرت بعده.
20-
هدنة بين المسلمين وبني
الأصفر ثم يغدرون ويأتون في ثمانين راية في كل راية إثنا عشر الفا:
ودليل
العلامات من الخامسة عشرة وحتى العشرون الحديث الذي رواه عوف بن مالك الأشجعي حيث قال : أتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ
وسلَّمَ في غزوةِ تبوكَ ، وهو في قُبَّةٍ من أُدْمٍ ، فقال : ( اعددْ ستًا بين يديْ
الساعةِ : مَوْتِي ، ثم فَتْحُ بيتِ المقدسِ ، ثم موتانِ يأخذ فيكم كقُعَاصِ
الغنمِ ، ثم استفاضةُ المالِ حتى يُعْطَى الرجلُ مائةُ دينارٍ فيظَلُّ ساخطًا ، ثم
فتنةٌ لا يَبْقَى بيتٌ من العربِ إلا دخلتْهُ ، ثم هُدْنَةٌ تكونُ بينكم وبين بني
الأصفرِ ، فيَغدرونَ فيأتونكم تحتَ ثمانينَ غايةٍ ، تحت كلِّ غايةٍ اثنا عشرَ
ألفًا ) صحيح
البخاري.
21-
إنحسار الفرات عن كنز من ذهب
والقتال حوله فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون:
فعن
أبي هريرة أن رسول الله
قال
(يُوشكُ الفراتُ أن يحسرَ
عن كنزٍ من ذهبٍ ، فمن حضرَه فلا يأخذَ منه شيئًا)صحيح
البخاري.
وعن
أبي بن كعب أن رسول الله
قال
(يوشكُ الفراتُ أن
يُحسِرَ عن جبلٍ من ذهبٍ . فإذا سمع به الناسُ ساروا إليه . فيقول من عنده : لئن
تركنَ الناسَ يأخذون منه ليذهبنَّ به كلُّه . قال فيقتَتِلون عليه . فيُقتَلُ ، من
كلِّ مائةٍ ، تسعةٌ وتسعون
)صحيح مسلم.
22-
خروج نار بالحجاز:
عن
أبي هريرة أن رسول الله
قال(
لا تقومُ الساعةُ حتى
تخرجَ نارٌ من أرضِ الحجازِ ، تضيءُ أعناقَ الإبلِ ببُصْرَى)صحيح
البخاري.
وبصرى
هذه موجودة بالشام ، وقيل أن هذه النار قد
خرجت في سنة 654 هـ.
23-
قتال الترك:
فعن
أبي هريرة أن رسول الله
قال
(لا تقوم الساعة حتى
تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ، وحتى تقاتلوا الترك ، صغار الأعين ، حمر الوجوه ، ذلف
الأنوف ، كأن وجوههم المجان المطرقة)صحيح البخاري.
وهؤلاء
القوم هما التتار الترك وقد قاتلهم المسلمون في معارك كيثرة.
نعالهم الشعر:
أي يصنعون نعال فيها الشعر .
ذلف الأنف:
قصر الأنف مع انبطاحه.
وجوههم المجان المطرقة: يعنى غليظة منبسطة ومدوره.
24-
كثرة الزنا :
25-
كثرة النساء وقلة الرجال:
فيكثر
النساء ويقل الرجال حتى يكون أمام خمسين إمراة رجل واحد.
26-
كثرة شرب الخمر:
ودليل
العلامات الرابعة والعشرون وحتى السادسة والعشرون الحديث الذي رواه أنس بن مالك أن
رسول الله
قال:(
أن من أشراط الساعة أن
يرفع العلم ، ويكثر الجهل ، ويكثر الزنا ، ويكثر شرب الخمر ، ويقل الرجال ، ويكثر
النساء ، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد)صحيح البخاري.
27-
حدوث الخسف والمسخ والقذف:
عن
عبدالله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بين يدي الساعة مسخ ، و
خسف ، و قذف)بن
ماجة صححه الألباني.
والمقصود بالمسخ : هو تغير الصورة الظاهرة للإنسان كأن يمسخ الناس قرده
وخنازير وذلك عقوبة لفعلهم المحرمات مثل ظهور المعازف والمغنيات واستحلال الخمر
وإنكار القدر وغيرها.
والخسف :هو
الذهاب في الأرض بأن تنشق الأرض وتبتلع شخصا أو بيتاً أو بلدة ، كما خسف اللهُ
تعالى بقارون وبداره الأرض ، قال الله عز وجل : ( فَخَسَفْنَا بِهِ
وَبِدَارِهِ الأَرْضَ
) القصص/81 .
والقذف :هو
الرمي بالحجارة ، كما فعل الله تعالى بقوم لوط ، قال الله جل وعلا : ( وَأَمْطَرْنَا
عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ) الحجر/74 .
28-
ظهور المعازف واستحلال الخمر والقينات:
ودليل
العلامة السابعة والعشرون والثامنة والعشرون ، الحديث الذي رواه سهل بن سعد
الساعدي أن رسول الله
قال(سيكونُ في آخرِ الزمانِ
خَسْفُ وقذفٌ ومَسْخٌ ، إذا ظَهَرَتِ المعازِفُ والقَيْناتُ ، واسْتُحِلَّتِ
الخمْرُ)صححه
الألباني.
29-
إختلال المقاييس:
فعن
عوف بن مالك الأشجعي أن رسول الله
قال:( إن بين يدي الساعة سنين
خداعة ، يصدق فيها الكاذب ، و يكذب فيها الصادق ، و يؤتمن فيها الخائن ، و يخون
فيها الأمين ، و ينطق فيها الرويبضة قيل : و ما الرويبضة قيل : المرء التافه يتكلم
في أمر العامة)صححه
الألباني.
30-
تسليم الخاصة:
أي
السلام على من تعرف فقط.
31-
إنتشار التجارة:
32-
قطع الأرحام:
33-
ظهور شهادة الزور:
34-
كتمان شهادة الحق:
35-
ظهور القلم:
ودليل
العلامات من الثلاثون حتى الخامسة والثلاثون الحديث الذي رواه عبدالله بن مسعود أن
رسول الله
قال:(
بين يدي الساعة : تسليم
الخاصة ، و فشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة ، و قطع الأرحام ، و
فشو القلم ، و ظهور الشهادة بالزور ، و كتمان الشهادة الحق)صححه
الألباني.
36-
التخضيب بالسواد (صبغ الشعر
بالأسود) :
عن
عبدالله بن عباس
(يكونُ في آخرِ الزمانِ
قومٌ يخضِبون بالسَّوادِ كحواصلِ الحمامِ ، لا يريحون رائحةَ الجنَّةِ)صححه
الألباني.
37-
عودة جزيرة العرب جنات
وأنهارا:
فعن
أبي هريرة أن رسول الله
قال:(
لا تقومُ الساعةُ حتى
يَكثُرَ المالُ ويَفيضَ . حتى يَخرُجَ الرجلُ بزَكاةِ مالِه فلا يجِدُ أحدًا
يَقبَلُها منه . وحتى تعودَ أرضُ العربِ مُروجًا وأنهارًا)صحيح
مسلم.
والمعنى
أنه يكثر فيها الزرع والأبار والأنهار.
38-
انتفاخ الأهلة:
عن
أبي هريرة أن رسول الله
قال:( من
اقترابِ الساعةِ انتفاخُ الأَهِلَّةِ ، و أن يُرَى الهلالُ لليلةٍ ، فيقال : هو
ابنُ ليليتيْنِ)صححه
الألباني.
والمقصود بانتفاخ الأهلة: أن يرى الهلال عند بدء ظهوره
كبيرا حتى يقال ساعة خروجه إنه لليلتين أو ثلاثة.
39-
ظهور موت الفجأة:
40-
أن تتخذ المساجد طرقا:
أي : اتخاذ الناس المساجد طرقاً وعبوراً من غير أن يؤدي المار
فيها تحية المسجد.
ودليل
العلامة الثامنة والثلاثون والتاسعة والثلاثون والأربعون الحديث الذي رواه أنس بن
مالك أن رسول الله
قال:(
مِنَ اقترابِ الساعةِ
أنْ يُرَى الهلالُ قَبَلًا فيُقالُ : لِلَيْلَتَيْنِ وأنْ تُتَّخَذَ المساجدُ
طرُقًا وأنْ يَظهَرَ موتُ الفَجأةِ)حسنه الألباني
41-
تكلم السباع :
42-
تكلم السوط وشراك النعل
والفخذ:
ودليل
العلامة الواحدة والأربعون والثانية والأربعون ما رواه أبي سعيد الخدري أن رسول
الله
قال:
(والَّذي نفسي بيدِهِ لا
تقومُ السَّاعةُ حتَّى تُكلِّمَ السِّباعُ الإنسَ ، وحتَّى يكلِّمَ الرَّجلَ عذبةُ
سوطِهِ ، وشراكُ نعلِهِ ، وتخبرَهُ فخِذُهُ بما أحدثَ أَهلُهُ بعدَهِ)الترمذي
وصححه الألباني.
يكلم الرجل عذبة
سوطة :أن
تكلم عذبة السوط صاحبها ، وعذبة السوط طرفه التي في رأسه ، فتكلم صاحبها بكلام
يفهمه.
شراك نعله :السير الذي يكون في نعله.
تخبره فخذه : أن فخذ الإنسان نفسه يكلمه فيخبره بما
فعل أهله في غيبته.
وهذه من خوارق العادات حيث
إن هذه الأمور لا تتكلم في الأصل ولكن عند اقتراب الساعة تتغير بعض نواميس الكون
إيذانا بقرب انتهائه فينطق الله تعالى الذي أنطق كل شيء هذه الأشياء ولله الأمر من
قبل ومن بعد.
هذا الذي يدل عليه ظاهر
الحديث وما ذلك على الله بعزيز ولا داعي لتكلف تأويلات أخرى ربما تكون بعيدة.
43-
محاصرة المدينة:
عن
عبد الله بن عمر أن رسول الله
قال:(
يُوشِكُ المسلمون أن
يُحاصَروا إلى المدينةِ حتَّى يكونَ أبعدَ مسالحِهم سلاحٌ)أبي
داود وصححه الألباني.
والمسالح :
جمع مَسْلَحة ، وهي الثغر ، والمراد أبعد مواضع المخافة من العدو .
وسَلاَح :
موضع قريبٌ من خيبر .
44-
ظهور الملك جهجاه:
وعن
أبي هريرة أن رسول الله
قال:(
لا تذهب الأيام والليالي
، حتى يملك رجل يقال له الجهجاه)صحيح
مسلم.
45-
ظهور رجل من قحطان يسوق الناس
بعصاه:
عن
أبي هريرة أن رسول الله
قال:(
لا تقومُ الساعةُ حتى
يخرجَ رجلٌ من قحطانَ ، يسوقُ الناسَ بعصاهُ)صحيح
البخاري.
ومعنى يسوق الناس بعصاه : أي
يغلب فينقاد له الناس ويطيعونه.
46-
فتنة الأحلاس والسراء والدهيماء:
عن
عبدالله بن عمر أن رسول
قال:(
يا رسولَ اللهِ ، وما
فتنةُ الأحلاسِ ؟ قال هي هربٌ وحربٌ ، ثمَّ فتنةُ السَّرَّاءِ دخَنُها من تحت قدمَيْ
رجلٍ من أهلِ بيتي ، يزعُمُ أنَّه منِّي ، وليس منِّي ، وإنَّما أوليائي المتَّقون
، ثمَّ يصطلِحُ النَّاسُ على رجلٍ كورِكٍ على ضِلعٍ ، ثمَّ فتنةُ الدُّهَيْماءِ لا
تدعُ أحدًا من هذه الأمَّةِ إلَّا لطمته لَطمةً ، فإذا قيل : انقضت تمادَتْ ،
يُصبِحُ الرَّجلُ فيها مؤمنًا ، ويُمسي كافرًا حتَّى يصيرَ النَّاسُ إلى
فُسطاطَيْن : فُسطاطِ إيمانٍ ، لا نفاقَ فيه ، وفُسطاطِ نفاقٍ ، لا إيمانَ فيه .
فإذا كان ذاكم فانتظروا الدَّجَّالَ من يومِه أو غدِه)أبي
داود وصححه الألباني.
الأحلاس : جمع حلس وهو الكساء الذي يليي ظهر البعير
تحت القتيب(الهودج) وشبهت الفتنة به لملازمتها الناس وقد تكون شبهت بالأحلاس لسواد
لونها وظلمتها ، وهذه الفتنة فتنة يذهب فيها المال والأهل.
والحرَب بفتح الراء: ذهاب المال والأهل.
والسراء: أي فتنة بسبب كثرة النعم والمال.
كورع على ضلع: هذا مثل للأمر الذي لايستقيم ولا يثبت
لأن الورك لا يتركب على الضلع ولا يستقيم معه.
الدهيماء: الداهية التي تدهم الناس بشرها ، وفي
هذه الفتنة يُصبِحُ الرَّجلُ فيها مؤمنًا ، ويُمسي كافرًا حتَّى يصيرَ النَّاسُ
إلى فُسطاطَيْن : فُسطاطِ إيمانٍ ، لا نفاقَ فيه ، وفُسطاطِ نفاقٍ ، لا إيمانَ فيه
، ثم يكون بعدها الدجال.
47-
خروج المهدي:
فالمهدي
من أهل بيت النبي من ولد فاطمة يكون في آخر الزمان ، اسمه أحمد أو محمد ، يصلحه
الله في ليله ويملك سبع سنين ويملأ الأرض عدلا بعدما ملئت ظلما وجورا ويعطى المال
للسائل بلا عد ، وهو أجلى الجبهة أي انحسر الشعر عن مقدمة رأسه ، و أقنى الأنف أي طويل
الْأَنْف مع دِقَّة أَرْنَبَته مَعَ ارتفاع فِي وَسَطه .
عن
عبدالله بن مسعود أن رسول الله
قال: (لا تَذْهَبُ الدنيا ، ولا
تَنْقَضِي ، حتى يَمْلِكَ رجلٌ من أهل بيتي ، يُوَاطِئُ اسمُه اسْمِي)صححه
الألباني.
عن
علي بن أبي طالب أن رسول الله
قال
(المهدي منا أهل البيت ،
يصلحه الله في ليله)صححه الألباني.
وعن
أم سلمة أن رسول الله
قال:( المَهْديُّ من عِترتي
من ولدِ فاطمةَ)أبي
داود وصححه الألباني.
وعن
أبي سعيد الخدري أن رسول الله
قال:
(المَهْديُّ منِّي ، أجلى
الجبهةِ ، أقنى الأنفِ ، يملأُ الأرضَ قسطًا وعدلًا، كما مُلِئت جَورًا وظلمًا،
يملِكُ سبعَ سنينَ)أبي
داود وصححه الألباني.
وعن
أبي سعيد الخدري أن رسول الله
قال:( إنَّ في أمَّتي
المَهديَّ يخرجُ يعيشُ خمسًا أو سبعًا أو تسعًا زيدٌ الشَّاكُّ قالَ قلنا وما ذاكَ
قالَ سنينَ قالَ فيجيءُ إليهِ الرجلُ فيقولُ يا مَهديُّ أعطني أعطني قالَ فيحثي
لَه في ثوبِه ما استطاعَ أن يحملَه)الترمذي وصححه الألباني.
وعن
أبي سعيد الخدري أن رسول الله
قال:
(يكون في آخر الزمان
خليفة يقسم المال ولا يعده)صحيح
مسلم.
وعن
جابر بن عبد الله أن رسول الله
قال:( يكونُ في آخرِ أمتي خليفةٌ يُحثي
المالَ حثيًا . لا يَعدُّه عددًا)صحيح مسلم.
ومن
العلماء من يقول بأن المهدي هو خليفة المسلمين في أيام عيسى ومنهم من لا يرى ذلك
لعدم وجود تصريح بهذا والله أعلم.
48-
أن يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع :
عن
حذيفة بن اليمان أن رسول الله
قال
(لا تقومُ السَّاعةُ
حتَّى يَكونَ أسعدَ النَّاسِ بالدُّنيا لُكَعُ ابنُ لُكَعٍ)الترمذي
وصححه الألباني.
لكع :
أحمق.
الفصل الثاني :علامات الساعة الكبرى:
المقصود
بعلامات الساعة الكبرى الأمارات والعلامات التي تحدث قبيل الساعة وهذه العلامات
سوف تكون متتابعة الحدث بحيث لو حدثت واحدة جاءت الآخرى بعدها ، فعن أنس بن مالك
أن رسول الله
قال
(الآياتُ خَرَزاتٌ
مَنظوماتٌ في سلكٍ ، فانقطع السِّلكُ ، فيتبعُ بعضُها بعضًا)صححه
الألباني.
وهذه
العلامات هي :
1)
الدخان :
قال
تعالى (فَارْتَقِبْ
يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ* يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ
أَلِيمٌ* رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ) الدخان10
:12.
ومعنى الآيات :
فانتظر -أيها الرسول- بهؤلاء المشركين يوم تأتي السماء بدخان مبين واضح يعمُّ
الناس ، ويقال لهم : هذا عذاب مؤلم موجع ، ثم يقولون سائلين رفعه وكشفه عنهم :
ربنا اكشف عنا العذاب ، فإن كشفته عنا فإنا مؤمنون بك.
وعن
حذيفة بن أسيد الغفاري:( اطَّلع
النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علينا ونحن نتذاكر . فقال " ما تذاكرون ؟
" قالوا : نذكر الساعةَ . قال " إنها لن تقومَ حتى ترَون قبلَها عشرَ
آياتٍ " . فذكر الدخانَ ، والدجالَ ، والدابةَ ، وطلوعَ الشمسِ من مغربِها ،
ونزولَ عيسى ابنِ مريم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، ويأجوجَ ومأجوجَ . وثلاثةَ
خُسوفٍ : خَسفٌ بالمشرقِ ، وخَسفٌ بالمغربِ ، وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ . وآخرُ ذلك
نارٌ تخرج من اليمنِ ، تطردُ الناسَ إلى مَحشرِهم )صحيح
مسلم .
وقال
البعض أن هذه العلامة وقعت واستدلوا بالحديث التالي لعبد الله بن مسعود :
فقد
روي عن عبدالله بن مسعود:(كنا
عند عبدِ اللهِ جلوسًا . وهو مضطجعٌ بيننا . فأتاه رجلٌ فقال : يا أبا عبد الرحمنِ
! إن قاصًّا عند أبوابِ كندةَ يقصُ ويزعمُ ؛ أنَّ آيةَ الدخَانِ تجئُ فتأخذُ
بأنفاسِ الكفارِ . ويأخذُ المؤمنينَ منه كهيئةِ الزكامِ . فقال عبدُ اللهِ ، وجلس
وهو غضبانٌ : يا أيها الناسُ ! اتقوا اللهَ . من علِم منكم شيئًا ، فليقلْ بما
يعلم . ومن لم يعلمْ ، فليقلْ : الله أعلمُ . فإنه أعلمُ لأحدِكُم أن يقولَ ، لما
لا يعلمُ : اللهُ أعلمُ . فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قال لنبيِّه صلَّى اللهُ عليه
وسلَّمَ : قل ما أسئلكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين [ 38 / ص / 86 ] . إن
رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمَّا رأى من الناسِ إدبارًا . فقال "
اللهمَّ ! سبعٌ كسبعِ يوسفَ " قال فأخذتْهم سنةٌ حصتْ كلَّ شئٍ . حتى أكلوا
الجلودَ والميتةَ من الجوعِ . وينظرُ إلى السماءِ أحدُهم فيرى كهيئةِ الدخَانِ .
فأتاه أبو سفيانَ فقال : يا محمدُ ! إنك جئتَ تأمرُ بطاعةِ اللهِ وبصلةِ الرحمِ .
وإنَّ قومَك قد هلكوا . فادع اللهَ لهم . قال اللهُ عزَّ وجلَّ : فَارْتَقِبْ
يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ* يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ
أَلِيمٌ [ 44 / الدخان / 10و - 11 ] إلى قولِه : إِنَّكُمْ عَائِدُونَ . قال :
أفيكشفُ عذابَ الآخرةِ ؟ يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى، إِنَّا
مُنْتَقِمُونَ [ 44 / الدخان / 16 ] . فالبطشةُ يومَ بدرٍ . وقد مضتْ آيةُ الدخانِ
، والبطشةُ ، واللِّزَامُ ، وآيةُ الرومِ )صحيح
مسلم.
والبعض
يرى أنه لن تظهر هذه العلامة إلى في آخر الزمان قبل قيام الساعة.
2)
خروج الدابة لتكلم الناس:
قال
تعالى(وَإِذَا
وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ
تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ)النمل82.
ومعنى الآية :
وإذا وجب العذاب عليهم ؛ لتماديهم في المعاصي والطغيان ، وإعراضهم عن شرع الله
وحكمه ، حتى صاروا من شرار خلقه ، أخرجنا لهم من الأرض في آخر الزمان علامة من
علامات الساعة الكبرى ، وهي الدابة ، تحدثهم أن الناس المنكرين للبعث كانوا
بالقرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم ودينه لا يصدقون ولا يعملون.
وعن
أبي أمامة الباهلي أن رسول الله
قال
(تخرجُ الدابَّةُ ،
فتَسِمُ الناسَ على خراطيمِهم ، ثم يُعمِّرون فيكم ، حتى يشتريَ الرجلُ الدابَّةَ
، فيُقالُ : ممَّنِ اشتريتَ ؟ فيقولُ : من الرجلِ المُخَطَّمِ)صححه
الألباني.
فهذه
الدابة تكلم الناس وتسمهم على أنوفهم والمراد أن تعلم الكافر بعلامة حتى يعرف من
غيره .
وإذا
خرجت الدابة أو الدجال أو الشمس من مغربها لا ينفع الكافر إسلامه إذا أسلم ، ولا
ينفع المسلم توبته عن ذنوبه ومعاصيه ولا ينفعه أن يزيد في عمله فلا يقبل منه إلا
ما كان يعمله قبل ذلك ، لأن الله لا يقبل الإيمان والعمل إلا بإختيار صاحبة وإذا
وقعت هذه العلامات وأدرك أن الساعة صارت قريبة فهنا يكون مضطرا لذلك والله لا يقبل
من المضطر.
فن
أبي هريرة أن رسول الله
قال
(ثلاثٌ إذا خَرَجنَ ، لا
يَنفَعُ نفسًا إيمانُها لم تكُنْ آمنَتْ من قبلُ أو كَسَبَتْ في إيمانِها خيرًا :
طُلوعُ الشمسِ من مَغرِبِها . والدَّجَّالُ . ودابةُ الأرضِ)صحيح
مسلم.
3)
طلوع الشمس من مغربها:
فمن
علامات الساعة الكبرى خروج الشمس من مغربها وإذا خرجت من مغربها يغلق باب الإيمان
فمن لم يؤمن لا ينفعه إيمانه إن ءامن فلو أن هناك كافرا أسلم لا ينفعه ذلك ، وكذلك
تغلق باب التوبة فلا تقبل توبة العاصي من المسلمين ولا ينفعه زيادة عمله الصالح
مالم يكن يعمله قبل طلوع الشمس فلو زاد في عمله فلا يقبل منه إلا ما كان يفعله قبل
مطلع الشمس من مغربها ، وذلك للحديث السابق (ثلاث إذا خرجن ...) .
فعن
ابي هريرة أن رسول الله
قال(لا تقومُ الساعةُ حتى
تطلعَ الشمسُ من مغربِها ، فإذا رآها الناسُ آمن من عليها ، فذاك حين : {لَا
يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ})صحيح
البخاري.
وعن
حذيفة بن أسيد الغفاري أن رسول الله
قال
:( لاَ تقومُ السَّاعةُ
حتَّى تروا عشرَ آياتٍ : (طلوعُ الشَّمسِ من مغربِها ، ويأجوجُ ومأجوجُ ،
والدَّابَّةُ وثلاثةُ خسوفٍ خسفٍ بالمشرقِ وخسفٍ بالمغربِ وخسفٍ بجزيرةِ العربِ
ونارٌ تخرجُ من قعرِ عدنَ تسوقُ النَّاسَ أو تحشرُ النَّاسَ فتبيتُ معَهم حيثُ
باتوا وتقيلُ معَهم حيثُ قالوا)
الترمذي وصححه الألباني.
ولا
يعلم هل الدابة تخرج أولا أم الشمس تخرج أولا وهل يكون ذلك قبل الدجال أم يكون
بعده فالله أعلم.
4)
الخسوفات الثلاثة :
فمن
علامات الساعة الكبرى أن يحدث ثلاثة خسوفات والخسف هو انشقاق الأرض وهذه الخسوفات
هي خسفٍ بالمشرقِ وخسفٍ بالمغربِ وخسفٍ بجزيرةِ العربِ وذلك للحديث المتقدم (لاَ تقومُ السَّاعةُ
حتَّى تروا عشرَ آياتٍ.....).
ولا
يعلم متى تكون هذه الخسوف الثلاثة هل قبل طلوع الشمس من مغربها هل بعدها هل قبل
خروج الدابة هل بعدها هل قبل خروج الدجال هل بعده فالله أعلم .
5)
الملحمة وفتح القسطنطنية :
الملحمة : معركة
كبيرة تدور بين المسلمين والصليبين .
خراب يثرب وعمران بيت المقدس قبل الملحمة :
فتخرب
يثرب وتعمر بيت المقدس ثم بعد ذلك تكون الملحمة .
عن
معاذ بن جبل أن رسول الله
قال
(عمران بيت المقدس ، خراب
يثرب ، وخراب يثرب ، خروج الملحمة ، وخروج الملحمة ، فتح قسطنطينية ، وفتح
القسطنطينية خروج الدجال)
أبي داود وصححه الألباني.
سبب الملحمة:
بعد
أن يصالح المسلمون الروم صلحا أمنا ويغزون هم والروم عدو من وارء المسلمين فينتصر
المسلمين والروم على هذا العدو ويغنمون منه ، وبعد أن ينزل المسلمين بأرض واسعة
خضراء بها تلول وهنا يرفع رجل من الصليبين الصليب ويقول غلب الصليب فيغضب رجل من
المسلمين فيكسر هذا الصليب فعند ذلك يغدر الروم ويجمعون قواتهم للملحمة.
فعنه
صلى الله عليه وسلم (ستصالحون
الروم صلحا آمنا فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم ، فتنصرون وتغنمون وتسلمون ثم
ترجعون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول ، فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب فيقول : غلب
الصليب ، فيغضب رجل من المسلمين فيدقه ، فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة)أبي
داود وصححه الألباني.
مكان الملحمة :
الأعماق أو بدابق وهذه أماكن بالشام قرب حلب في سوريا الآن.
تفاصيل الملحمة :
بعدما يغدر الروم ويجمعون قواتهم في دابق يخرج إليهم جيش من مدينة رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهم من خيار أهل الأرض فإذا تصافوا للقتال قالت الروم : أتركوا لنا
الذين سبيتموهم وأسلموا حتى نقاتلهم فقال المسلمون : لا والله لا نترك لكم إخواننا
فإنهم أسلموا وصاروا منا ، فيقتتل
الفريقان فينهزم ثلث جيش المسلمين وهذا الثلث لا يتوب الله عليه أبدا قال بعض أهل
العلم لا يلهمهم الله التوبة ولكن هذا لايتفق مع سياق الحديث والذي يدل عليه
الحديث الذي رواه يسير بن جابر والذي سوف يأتي أنهم أرتدوا فهل ارتدوا عن الإسلام
أم ارتدوا عن المعركة وفروا منها ؟
فالله
أعلم ، ويقتل ثلث الجيش وهم أفضل الشهداء عند الله ، حيث تدور المعركة ثلاثة أيام
وفي كل يوم تشترط شرطة ألا يرجعوا إلا منتصرين أو يقتلون فيقتلون ، وفي اليوم الرابع يأتي إليهم المدد من كل
بلاد الإسلام ويفتح الله على الثلث المتبقي بالنصر على أعدائه ، وهذا الثلث لا
يفتن أبدا ، و يقتل من كل مائة من الروم تسعة وتسسعون.
فتح القسطنطنية :
بعد
الملحمة يفتح المسلمون القسطنطينية وهي مدينة موجودة بتركيا حاليا وهي مدينة
إسلامبول الآن ويفتحوها بغير قتال بالتهليل والتكبير حيث تسقط أسوارها بالتهليل
والتكبير وبعد أن يفتحوها وقد علقوا سيوفهم بأشجار الزيتون وأخذوا في تقسيم
الغنائم إذ صاح فيهم الشيطان أن الدجال قد خلفكم في أهليكم فيرفُضون ما في أيديهم
. ويقبلون ، فيبعثون عشرةَ فوارسٍ طليعةً . قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّمَ " إني لأعرف أسماءَهم ، وأسماءَ آبائِهم ، وألوانَ خيولِهم . هم خيرُ
فوارسٍ على ظهرِ الأرضِ يومئذٍ ، فيخروجون إلى الشام ليعدوا للقتال فبينما هم
يعدون للقتال ويسون الصفوف إذ اقيمت الصلاة فينزل المسيح بن مريم عليه السلام .
عن
أبي هريرة أن رسول الله
قال
(لا تقومُ الساعةُ حتَّى
ينزلَ الرومُ بالأعماقِ ، أوْ بدابقٍ . فيخرجُ إليهمْ جيشٌ مِنَ المدينةِ . مِنْ
خيارِ أهلِ الأرضِ يومئذٍ . فإذا تصافُّوا قالتِ الرومُ : خلُّوا بينَنا وبينَ
الذينَ سُبُوْا مِنَّا نقاتلُهُمْ . فيقولُ المسلمونَ : لا . واللهِ ! لا نُخلِّي
بينَكمْ وبينَ إخوانِنا . فيقاتلونَهُمْ . فينهزمُ ثلثٌ لا يتوبُ اللهُ عليهمْ
أبدًا . ويقتلُ ثلثُهمْ ، أفضلُ الشهداءِ عندَ اللهِ . ويفتتحُ الثلثُ . لا يُفتنونَ
أبدًا . فيفتتحونَ قُسطنطينيةَ . فبينَما همْ يقتسمونَ الغنائمَ ، قدْ علَّقوا
سيوفَهُمْ بالزيتونِ ، إذْ صاحَ فيهم الشيطانُ : إنَّ المسيحَ قدْ خلَفَكمْ في
أهليكُمْ . فيخرجونَ . وذلكَ باطلٌ . فإذا جاءُوا الشامَ خرجَ . فبينَما همْ
يعدونَ للقتالِ ، يسوونَ الصفوفَ ، إذْ أُقيمتِ الصلاةُ . فينزلُ عِيسى ابنُ مريمَ
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . فأمَّهُمْ . فإذا رآهُ عدوُّ اللهِ ، ذابَ كما يذوبُ
الملحُ في الماءِ . فلوْ تركَهُ لانذابَ حتى يهلكَ . ولكنْ يقتلُهُ اللهُ بيدِهِ .
فيريهِمْ دمَهُ في حربتِهِ)صحيح
مسلم.
وعن
يسير بن جابر : (هاجت
ريحٌ حمراءُ بالكوفةِ . فجاء رجلٌ ليس له هجيري إلا : يا عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ !
جاءت الساعةُ . قال فقعد وكان مُتَّكئًا . فقال : إنَّ الساعةَ لا تقومُ ، حتى لا
يُقسَمَ ميراثٌ ، ولا يُفرح بغنيمةٍ . ثم قال بيده هكذا ( ونحاها نحو الشامِ )
فقال : عدوٌّ يجمعون لأهل الإسلامِ ويجمع لهم أهلُ الإسلامِ . قلتُ : الرومَ تعني
؟ قال : نعم . وتكون عند ذاكم القتالِ رِدَّةٌ شديدةٌ . فيشترطُ المسلمون شُرطةً
للموتِ لا ترجعُ إلا غالبةً . فيقتتِلون حتى يحجزَ بينهم الليلُ . فيفيءُ هؤلاءِ
وهؤلاءِ . كلٌّ غيرُ غالبٍ . وتَفنى الشرطةُ . ثم يشترطُ المسلمون شرطةً للموتِ .
لا ترجع إلا غالبةً . فيقتَتِلون . حتى يحجزَ بينهم الليلِ . فيفيءُ هؤلاءِ
وهؤلاءِ . كلُّ غيرُ غالبٍ . وتَفنى الشُّرطةُ . ثم يشترطُ المسلمون شُرطةً للموتِ
. لا ترجعُ إلا غالبةً . فيقتَتِلون حتى يُمسوا . فيفيءُ هؤلاءِ وهؤلاءِ . كلٌّ
غيرُ غالبٍ . وتَفنى الشُّرطةُ . فإذا كان يومُ الرابعِ ، نهَدَ إليهم بقِيَّةُ
أهلِ الإسلامِ . فيجعل اللهُ الدَّبرةَ عليهم . فيقتلون مَقتلةً - إما قال لا يُرى
مثلُها ، وإما قال لم يُرَ مثلُها - حتى إنَّ الطائرَ ليمرُّ بجنباتِهم ، فما
يُخلِّفُهم حتى يخرَّ ميتًا . فيتعادَّ بنو الأبِ ، كانوا مائةً . فلا يجِدونه بقي
منهم إلا الرجلُ الواحدُ . فبأي غنيمةٍ يفرح ؟ أو أيِّ ميراثٍ يقاسمُ ؟ فبينما هم
كذلك إذ سمعوا ببأسٍ ، هو أكبرُ من ذلك . فجاءهم الصريخُ ؛ إنَّ الدجالَ قد
خلَّفهم في ذراريِهم . فيرفُضون ما في أيديهم . ويقبلون . فيبعثون عشرةَ فوارسٍ
طليعةً . قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " إني لأعرف أسماءَهم ،
وأسماءَ آبائِهم ، وألوانَ خيولِهم . هم خيرُ فوارسٍ على ظهرِ الأرضِ يومئذٍ . أو
من خيرِ فوارسٍ على ظهر الأرضِ يومئذٍ)صحيح مسلم.
عن
أبي هريرة أن رسول الله
قال
(سمعتم بمدينة جانب منها
في البر وجانب منها في البحر ؟ قالوا : نعم . يا رسول الله ! قال : لا تقوم الساعة
حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق . فإذا جاؤوها نزلوا . فلم يقاتلوا بسلاح ولم
يرموا بسهم . قالوا : لا إله إلا الله والله أكبر . فيسقط أحد جانبيها . قال ثور :
لا أعلمه إلا قال : الذي في البحر . ثم يقولوا الثانية : لا إله إلا الله والله
أكبر . فيسقط جانبها الآخر . ثم يقولوا الثالثة : لا إله إلا الله والله أكبر .
فيفرج لهم . فيدخلوها فيغنموا . فبينما هم يقتسمون المغانم ، إذ جاءهم الصريخ فقال
: إن الدجال قد خرج . فيتركون كل شيء ويرجعون)صحيح
مسلم.
من بني إسحاق :
أي هؤلاء الجند من غير العرب المسلمين وهم من نسل إسحاق بن يعقوب عليهم السلام.
فتح رومية بعد القسطنطية:
ورمية
هذه في إيطاليا الآن .
عن
أبو قبيل حيي بن هانئ المعافري :(كنا عند عبدِ اللهِ بنِ عمرو بنِ العاصِ ، و
سُئِلَ أيُّ المدينتيْنِ تُفتحُ أولًا القسطنطينيةُ أو روميَّةُ ؟ فدعا عبدُ اللهِ
بصندوقٍ له حِلَقٌ ، قال : فأخرج منه كتابًا قال : فقال عبدُ اللهِ : بينما نحنُ
حولَ رسولِ اللهِ نكتبُ ، إذ سُئِلَ رسولُ اللهِ : أىُّ المدينتيْنِ تُفتحُ أولًا
القسطنطينيةُ أو روميَّةُ ؟ فقال رسولُ اللهِ : (مدينةُ هرقلَ تُفتحُ أولًا :
يعني قسطنطينيةَ)صححه
الألباني.
6)
خروج الدجال:
قلنا
فيما سبق أن الدجال يخرج بعد الملحمة وفتح القسطنطنية ، فبعد فتح القسطنطينية يزعم
الشيطان أن الدجال قد ظهر فيتركون الغنائم
ويبعثون عشرةَ فوارسٍ طليعةً . قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
" إني لأعرف أسماءَهم ، وأسماءَ آبائِهم ، وألوانَ خيولِهم . هم خيرُ فوارسٍ
على ظهرِ الأرضِ يومئذٍ . أو من خيرِ فوارسٍ على ظهر الأرضِ يومئذٍ ".
وزعم
الشيطان هذا باطل فلم يكون الدجال قد ظهر وقتها ، ولكنه عند وصول الجيش إلى الشام
يكون الدجال قد خرج .
ولكن لماذا سمي المسيح الدجال ؟
سمي المسيح :لأن
عينه ممسوحة فلا حاجب فها .
وسمي الدجال :
لأنه يغطي الحق بباطلة أو لأنه يغطي الأرض ، ومعنى دجَلَ أي غطى.
وفتنة الدجال أعظم فتنة خلقها الله منذ أن خلق آدم وحتى قيام الساعة:
فعن
عمران بن الحصين أن رسول الله
قال(ما
بين خلقِ آدمَ إلى قيامِ الساعةِ خلقٌ أكبرُ من الدجالِ)صحيح
مسلم.
القحط والمجاعة قبل ظهور الدجال:
فقبل
ظهور الدجال بثلاث سنين يبدأ القحط والمجاعة ويحبس المطر ، ففي السنة الأولى يحبس
ثلث مطر السماء ويحبس ثلث النبات ، وفي السنة الثانية يحبس ثلثي المطر وثلثي نبات
الأرض ، ويشتد الأمر في السنة الثالثة حيث تحبس السماء مطرها كله وتحبس الأرض نباتها
كله وذلك كله بإذن الله ويكون ما يُعيش الناس في هذا الزمان ويسد جوعهم وعطشهم
التهليل والتكبير والتحميد فالله أكبر.
فعن
أبي أمامة الباهلي أن رسول الله
قال:( وإنَّ قبلَ خروجِ
الدَّجَّالِ ثلاثَ سنواتٍ شِدادٍ ، يُصِيبُ الناسَ فيها جُوعٌ شديدٌ ، يأمرُ اللهُ
السماءَ السنةَ الأولى أن تَحْبِسَ ثُلُثَ مَطَرِها ، ويأمرُ الأرضَ أن تَحْبِسَ
ثُلُثَ نباتِها ، ثم يأمرُ السماءَ في السنةِ الثانيةِ فتَحْبِسُ ثُلُثَيْ
مَطَرِها ، ويأمرُ الأرضُ فتَحْبِسُ ثُلُثَيْ نباتِها ، ثم يأمرُ السماءَ في
السنةِ الثالثةِ فتَحْبِسُ مطرَها كلَّه ، فلا تَقْطُرُ قُطْرةً ، ويأمرُ الأرضَ
فتَحْبِسُ نباتَها كلَّه فلا تُنْبِتُ خضراءَ ، فلا يَبْقَى ذاتُ ظِلْفٍ إلا
هَلَكَت إلا ما شاء اللهُ ، قيل : فما يُعِيشُ الناسَ في ذلك الزمانِ ؟ قال :
التهليلُ ، والتكبيرُ ، والتحميدُ ، ويُجْزِئُ ذلك عليهم مَجْزَأَةَ الطعامِ)صححه
الألباني.
الظِّلْفُ :
الظُّفْرُ المشقوق للبقرة والشاةِ والظَّبْي ونحوها
، والمقصود بذات ظلف
الأنعام من البقر والشاة وغيرها.
صفات
الدجال وعلاماته:
1-
إدعاء الربوبية :
فالدجال
يدعي الربوبية وهذا إدعاء باطل فالله لا يرى في الدنيا ، كما أن الدجال له صفات
المخلوق لا الخالق فهو مفتقر محتاج إلى َخلق الله فيأكل ويشرب من رزق الله ، كما
أنه يبتول ويتغوط وينام والله سبحانه لا تأخذه سنة ولا نوم .
2-
أنه جسيم : أي ثمين البدن.
3-
لونه أحمر : أي وجهه محمر.
4-
جعد الرأس: أي شعره غليظ مجتمع .
5-
أعور العين اليمنى: كأن عينه حبة عنب ذهب ماؤها.
فعن
عبدالله بن عمر:أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:( بَيْنا أنا نائِمٌ
أطوفُ بالكَعبَةِ ، فإذا رجلٌ سَبْطُ الشَّعَرِ، يَنْطُفُ أو يُهَراقُ رَأسُه ماءً
، قُلْت : من هذا ؟ قالوا : ابنُ مَريَمَ ، ثم ذهبتُ ألْتَفِتُ ، فإذا رجلٌ جَسيمٌ
أحمَرُ جَعْدُ الرَّأسِ ، أعْوَرُ العَينِ كأنَّ عَينَهُ عِنَبَةٌ طافيَةٌ ، قالوا
: هذا الدَّجَّالُ ، أقرَبُ الناسِ به شَبهًا ابنُ قَطَنٍ)صحيح
البخاري
.
بن قطن :
رجلٌ من خُزاعَةَ كما قال راوى الحديث .
وعن
عبدالله بن عمر:أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال ( أعوَرُ عَينِ
اليُمْنَى ، كأنَّها عِنَبَةٌ طافيَةٌ)صحيح البخاري.
6-
قصير.
7-
أفحج : به فحج وهي عدم اعتدال المشي
وسببها عيب في الخلقه أو اعوجاج في الساقين.
فعن
عبادة بن الصامت أن رسول الله
قال:( إنِّي قد حدَّثتُكم
عن الدَّجَّالِ ، حتَّى خشيتُ ألَّا تعقِلوا ، إنَّ مسيحَ الدَّجَّالِ رجلٌ قصيرٌ
أفحَجُ جعدٌ أعوَرُ مطموسُ العينِ ليس بناتئةٍ ولا حجراءَ ، فإن ألبس عليكم
فاعلَموا أنَّ ربَّكم ليس بأعورَ)أبي
داود وصححه الألباني.
ليس بناتئة ولا حجراء: ليس غائرة ولا بارزة.
8-
مكتوب بين عينيه كافر ويقرأه
كل مؤمن سواء كان يقرأ أو لا يقرأ:
عن
أنس بن مالك أن رسول الله
قال:(
ما بُعِثَ نبيٌّ إلا
أنذرَ أُمَّتَه الأعورَ الكذابَ ، ألا إنَّهُ أعورُ ، وإنَّ ربَّكم ليس بأعورَ ،
وإنَّ بين عينيه مكتوبٌ كافرٌ)صحيح
البخاري.
9-
ليس له ولد:
قال
بن صائد لأبي سعيد الخدري (ألستُ
من أعلمِ الناسِ بحديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ؟ أليس قد قال رسولُ
اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " هو كافرٌ " وأنا مسلمٌ ؟ أو ليس قد
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " هو عقيمٌ لا يُولَدُ له ")صحيح
مسلم.
الأسباب التي بها يفتن الدجال
الناس:
1-
سرعة انتقاله في الأرض:
ففي
حديث النواس بن سمعان (قلنا
: يا رسولَ اللهِ ! وما إسراعُه في الأرضِ ؟ قال " كالغيثِ استدبرتْه الريحُ)صحيح
مسلم.
والغيث
هو المطر.
2-
جنته وناره:
فمع
الدجال نهران ، نهر يراه الناس ماء أبيض فهذا في حقيقته نار ، ونهر نار مشتعله وهو
في حقيقته ماء بارد ، والدجال نفسه لا يعرف ذلك فمن أراد أن يشرب فليشرب من نهر
النار فإنه الماء البارد.
فعن
حذيفة بن اليمان أن رسول الله
قال:(
الدجال أعور العين
اليسرى . جفال الشعر . معه جنة ونار . فناره جنة وجنته نار)صحيح
مسلم.
وعن
حذيفة بن أسيد الغفاري أن رسول
قال:( لأنا أعلم بما مع الدجال
منه . معه نهران يجريان . أحدهما ، رأى العين ، ماء أبيض . والآخر ، رأى العين ،
نار تأجج . فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض . ثم ليطأطئ رأسه
فيشرب منه . فإنه ماء بارد . وإن الدجال ممسوح العين . عليها ظفرة غليظة . مكتوب
بين عينيه كافر . يقرؤه كل مؤمن ، كاتب وغير كاتب)صحيح
مسلم.
ظفرة :
جلدة تغطي العين من الجانب الذي يلي الأنف ، وهي في صلابتها وبياضها كالظفر.
3-
إستعانته بالشياطين:
ففي
الحديث الذي رواه أبو أمامة الباهلي أن رسول الله
قال (....وإنَّ من فتنتِه أن
يقولَ للأعرابيِّ : أرأيتَ إن بَعَثْتُ لك أباك وأمَّك أَتَشْهَدُ أني ربُّك ؟
فيقولُ : نعم ، فيتمثلُ له شيطانانِ في صورةِ أبيه وأمِّه ، فيقولانِ : يا بُنَيَّ
اتَّبِعْهُ ، فإنه ربُّك)صححه
الألباني.
4-
استجابة الجماد والحيوان
لأمره:
ففي
الحديث الذي رواه أبو أمامة الباهلي أن رسول الله
قال (وإنَّ من فتنتِه أن
يأمرَ السماءَ أن تُمْطِرَ ، فتُمْطِرُ ، ويأمرَ الأرضَ أن تُنْبِتَ ، فتُنْبِتُ .
وإنِّ من فتنتِه أن يَمُرِّ بالحيِّ فيُكَذِّبونه ، فلا يَبْقَى لهم سائمةٌ إلا
هَلَكَت . وإنَّ من فتنتِه أن يَمُرَّ بالحيِّ ، فيُصَدِّقونه ، فيأمرُ السماءَ أن
تُمْطِرَ فتُمْطِرُ ، ويأمرُ الأرضَ أن تُنْبِتَ فتُنْبِتُ ، حتى تَرُوحَ
مَواشِيهِم من يومِهِم ذلك أَسْمَنَ ما كانت ، وأَعْظَمَه ، وأَمَدَّه خَواصِرَ
وأَدَرَّهُ ضُروعًا)صححه
الألباني.
السَّائمَةُ :
كلُّ إبل أَو ماشيةٍ ترسلُ للرَّعْي ولا تُعْلَف ، والجمع سوائِمُ .
وأَمَدَّه خَواصِرَ وأَدَرَّهُ ضُروعًا: تدل على سمن المواشي وزيادة حجم الضرع باللبن.
5-
إحياء الموتى بإذن الله :
ففي
الحديث الذي رواه أبو أمامة الباهلي أن رسول الله
قال (
وإنَّ من فتنتِه أن
يُسَلَّطَ على نفسٍ واحدةٍ فيَقْتُلُها ، يَنْشُرُها بالمِنْشارِ حتى تُلْقَى
شِقَّيْنِ ، ثم يقولُ : انظُرُوا إلى عَبْدِي هذا ، فإني أَبْعَثُه ثم يَزْعُمُ
أنَّ له ربًّا غيري ، فيبعثُه اللهُ ، ويقولُ له الخبيثُ : مَن ربُّك ؟ فيقولُ :
رَبِّيَ اللهُ ، وأنت عَدُوُّ اللهِ ، أنت الدَّجَّالُ ، واللهِ ما كنتُ قَطُّ
أَشَدُّ بصيرةً بك مِنِّي اليومَ)صححه
الألباني.
وعن
أبي سعيد الخدري : (حدَّثَنا
رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا حديثًا طويلًا عنِ الدجالِ ، فكان فيما
يُحَدِّثُنا به أنه قال : ( يأتي الدجالُ ، وهو مُحَرَّمٌ عليه أن يَدخُلَ نِقابَ
المدينةِ ، فيَنزِلُ بعضُ السِّباخِ التي تلي المدينةَ ، فيَخرُجُ إليه يومئذٍ
رجلٌ ، وهو خيرُ الناسِ ، أو من خيارِ الناسِ ، فيقولُ : أشهَدُ أنك الدجالُ الذي
حدَّثَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حديثَه ، فيقولُ الدجالُ : أرأيتُم
إن قتَلتُ هذا ثم أحيَيتُه ، هل تَشُّكونَ في الأمرِ ؟ فيقولونَ : لا ، فيَقتُلُه
، ثم يُحيِيه ، فيقولُ : واللهِ ما كنتُ فيك أشدَّ بصيرةٍ مني اليومَ ، فيريدُ
الدجالُ أن يقتُلَه فلا يُسَلَّطُ عليه)صحيح البخاري.
مكان خروجه:
سوف يخرج من
خرسان ، فعن أبي بكر الصديق أن رسول الله
قال
(إنَّ الدَّجَّالَ
يُخرُجُ من أرضٍ بالمشرِقِ ، يقالُ لَها: خُراسانُ ، يتبعُهُ أقوامٌ كأنَّ
وجوهَهُمُ المَجانُّ المُطرَّقةُ)بن
ماجة وصححه الألباني.
وجوههم
المجان المطرقة:
يعنى غليظة منبسطة ومدوره.
ولكن ظهور أمره
للمسلمين عندما يصل بين العراق والشام ، فعن النواس بن سمعان أن رسول الله
قال
(إنه خارجٌ خَلةٌ بين
الشامِ والعراقِ
)صحيح مسلم.
والمقصود
بخارجٌ خَلةٌ:أي
خارج بطريق بين العراق والشام أو خارج من فرجة بين العراق والشام أو خارج في منطقة
رملية بين العراق والشام ، وهذه كلها معاني للخلة فهي تأتي بمعنى الطريق وتأتي
بمعنى الفرجة وتأتي بمعنى الرملة.
مدة
مكثه في الأرض:
ففي حديث
النواس بن سمعان المتقدم (قلنا
: يا رسولَ اللهِ ! وما لُبثُه في الأرضِ ؟ قال " أربعون يومًا . يومٌ كسنةٍ
. ويومٌ كشهرٍ . ويومٌ كجمعةٍ . وسائرُ أيامِه كأيامِكم " قلنا : يا رسولَ
اللهِ ! فذلك اليومُ الذي كسنةٍ ، أتكفينا فيه صلاةُ يومٍ ؟ قال " لا .
اقدُروا له قَدرَه ")صحيح
مسلم.
فهو سوف يمكث
في الأرض أربعون يوما يوم كسنة أي أن اليوم يطول حقيقة وليس على المجاز ويصبح
كالسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وباقى الأيام كأيامنا بدليل جواب النبي صلى الله عليه
وسلم أن اليوم الذي كسنة لا تكفي فيه صلاة يوم وأننا يجب علينا أن نصلي بتقدير
الوقت .
أتباع
الدجال:
فعن أنس بن
مالك أن رسول الله
قال( يتبع الدجال ، من يهود
أصبهان ، سبعون ألفا . عليهم الطيالسة)صحيح
مسلم.
فأكثر اتباعه
هم يهود أصبهان وأصبهان هذه مدينة في إيران الآن وتسمى أصفهان حاليا.
والطيالسة: جمع طيلسان وهو ثوب على
الكتف يحيط بالبدن خال من التفصيل والخياطة فهو ينسج لذلك.
ويزعم اليهود أن
الدجال هو المسيح بن داود ويخرج في آخر الزمان فيبلغ سطانه البر والبحر ويسير معه الأنهار وأنه آية من
آيات الله يرد إليهم الملك وقد كذبوا في زعمهم فهو مسيح الضلالة فهو الأعور الكذاب
الدجال.
حماية
مكة والمدينة من الدجال:
لن يدخل الدجال
مكة والمدينة لأن الملائكة تحرسها والمدينة وقتها لها سبعة أبواب وعلى كل باب يقف
ملكان لحراسته ، فينزل الدجال بالسبخة وهي الأرض الرملية التي لا نبت فيها
لملوحتها ، وعندها ترجف المدينة ثلاث رجفات ثلاثة هزات أرضية فيخرج من المدينة
للدجال كل كافر ومنافق.
فعن أبي هريرة
أن رسول الله
قال
(على أنقابِ المدينةِ
ملائكةٌ ، لا يدخُلُها الطاعونُ ، ولا الدجالُ)صحيح البخاري.
المقصود
بأنقاب المدينة :
أبواب المدينة ، والنقب هو الثقب أو
الفتحة في الحائط.
وعن نفيع بن
الحارث الثقفي أن رسول الله
قال:( لا يدخلُ المدينةَ رعبُ
المسيحِ ، لها يومئذٍ سبعةُ أبوابٍ ، على كلِّ بابٍ ملكانِ)صحيح البخاري.
وعن أنس بن
مالك أن رسول الله
قال:( ليس
من بلد إلا سيطؤه الدجال . إلا مكة والمدينة . وليس نقب من أنقابها إلا عليه
الملائكة صافين تحرسها . فينزل بالسبخة . فترجف المدينة ثلاث رجفات . يخرج إليه
منها كل كافر ومنافق)صحيح
مسلم.
طريق
النجاة من الدجال:
1- تنفيذ وصية رسول الله بعدم المجيئ إليه
والفرار منه :
فعن
عمران بن الحصين أن رسول الله
قال:(
من سمِع بالدَّجَّالِ
فلينْأَ عنه ، فواللهِ إنَّ الرَّجلَ ليأتيه وهو يحسَبُ أنَّه مؤمنٌ فيتبعُه ممَّا
يبعثُ به من الشُّبهاتِ ، أو لما يُبعَثُ به من الشُّبهاتِ)أبي داود وصححه الألباني.
وعن
أم شريك أن رسول الله
قال:(
ليفرن الناس من الدجال
في الجبال . قالت أم شريك : يا رسول الله ! فأين العرب يومئذ ؟ قال : هم قليل)صحيح مسلم.
2- أن يستغيث بالله منه ويقرأ عليه فواتح الكهف
إذا لقيه :
فعن
أبي أمامة الباهلي أن رسول الله
قال(وإنَّ من فتنتِه أنَّ
معه جَنَّةً ونارًا ، فنارُه جنةٌ ، وجنتُه نارٌ ، فمَن ابتُلِيَ بنارِه
فلْيَسْتَغِثْ باللهِ ، ولْيَقْرَأْ فواتِحَ الكهفِ…)صححه الألباني.
3- الإستعاذة بالله منه :
فعن
عائشة أم المؤمنين :(
أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَدْعو في الصلاةِ : اللَّهُمَّ إني
أعوذُ بك مِن عَذابِ القَبر، وأعوذُ بك مِن فِتنَةِ المَسيحِ الدَّجَّالِ، وأعوذُ
بك مِن فِتنَةِ المَحْيا وفِتنَةِ المَماتِ، اللَّهُمَّ إني أعوذُ بك مِنَ
المَأثَمِ والمَغْرَمِ . فقال له قائِلٌ : ما أكثَرَ ما تَستَعيذُ مِنَ المَغرَمِ
؟ فقال : إنَّ الرجلَ إذا غَرِمَ، حدَّثَ فكَذَبَ، ووعَدَ َفأخْلَفَ)صحيح البخاري.
المَأثَمِ : الذنوب
والخطايا ، المُغْرَمُ
: المثقلُ بالدّيْن .
هلاك الدجال:
يكون هلاكه على
يد المسيح عيسى بن مريم حيث يدركه عند باب لد الشرقي فيقتله ، و لد هذه مدينة في
فلسطين قرب الرملة .
وورد في الحديث
أنه يدركه عند باب لد الشرقي وكأن في هذا الوقت سيكون لمدينة لد أكثر من باب
فيدركه المسيح عند الباب الشرقي.
7)
نزول عيسى بن مريم:
قال
تعالى في عيسى بن مريم (وَإِنَّهُ
لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ
مُسْتَقِيمٌ)الزخرف61.
وتفسير الآية:
وإن نزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة لدليل على قُرْبِ وقوع الساعة ، فلا
تشُكُّوا أنها واقعة لا محالة ، واتبعون فيما أخبركم به عن الله تعالى ، هذا طريق
قويم إلى الجنة ، لا اعوجاج فيه.
وعن
النواس بن سمعان أن رسول الله
قال:(.......... فبينما هو
كذلك إذ بعث اللهُ المسيحَ ابنَ مريمَ . فينزل عند المنارةِ البيضاءِ شَرقَي دمشقَ
. بين مَهرودَتَينِ . واضعًا كفَّيه على أجنحةِ ملَكَينِ . إذا طأطأَ رأسَه قطر .
وإذا رفعه تحدَّر منه جُمانٌ كاللؤلؤ . فلا يحلُّ لكافرٍ يجد ريح َنفسه إلا مات .
ونفَسُه ينتهي حيث ينتهي طرفُه . فيطلبه حتى يدركَه ببابِ لُدَّ . فيقتله . ثم
يأتي عيسى ابنَ مريمَ قومٌ قد عصمهم اللهُ منه . فيمسح عن وجوهِهم ويحدثُهم
بدرجاتِهم في الجنةِ)صحيح
مسلم.
وعن
أبي أمامة الباهلي أن رسول الله
قال:(
... . . . وإمامُهم رجلٌ
صالحٌ ، فبَيْنَما إمامُهم قد تَقَدَّم يُصَلِّي بهِمُ الصُّبْحَ ، إذ نزل عليهم
عيسى ابنُ مريمَ الصُّبْحَ ، فرجع ذلك الإمامُ يَنْكُصُ يَمْشِي القَهْقَرَى
ليتقدمَ عيسى ، فيضعُ عيسى يدَه بين كَتِفَيْهِ ، ثم يقولُ له : تَقَدَّمْ فَصَلِّ
؛ فإنها لك أُقِيمَتْ ، فيُصَلِّى بهم إمامُهم ، فإذا انصرف قال عيسى : افتَحوا
البابَ ، فيَفْتَحُون ووراءَه الدَّجَّالُ ، معه سبعونَ ألفَ يهوديٍّ ، كلُّهم ذو
سيفٍ مُحَلًّى وسَاجٍ ، فإذا نظر إليه الدَّجَّالُ ذاب كما يذوبُ المِلْحُ في
الماءِ . وينطلقُ هاربًا ، … فيُدْرِكُه عند بابِ لُدٍّ الشرقيِّ ، فيقتلُه ،
فيَهْزِمُ اللهُ اليهودَ ، فلا يَبْقَى شيءٌ مِمَّا خلق اللهُ عَزَّ وجَلَّ
يَتَواقَى به يهوديٌّ ، إلا أَنْطَقَ اللهُ ذلك الشيءَ ، لا حَجَرٌ ولا شجرٌ ولا
حائطٌ ولا دابةٌ ، إلا الغَرْقَدَةُ ، فإنها من شَجَرِهِم لا تَنْطِقُ ، إلا قال :
يا عبدَ اللهِ المسلمَ هذا يهوديٌّ فتَعَالَ اقتُلْه . فيكونُ عيسى ابنُ مريمَ في
أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلًا ، وإمامًا مُقْسِطًا يَدُقُّ الصليبَ ، ويَذْبَحُ
الخِنْزيرَ ، ويضعُ الجِزْيةَ ، ويتركُ الصدقةَ ، فلا يَسْعَى على شاةٍ ولا بعيرٍ
، وتُرْفَعُ الشحناءُ والتباغُضُ ، وتُنْزَعُ حِمَةُ كلِّ ذاتِ حِمَةٍ ، حتى
يُدْخِلَ الوليدُ يدَه في فِيِّ الحَيَّةِ ، فلا تَضُرُّه ، وتَضُرُ الوليدةُ
الأسدَ فلا يَضُرُّها ، ويكونُ الذئبُ في الغنمِ كأنه كلبُها ، وتُمْلَأُ الأرضُ
من السِّلْمِ كما يُمْلَأُ الإناءُ من الماءِ ، وتكونُ الكلمةُ واحدةً ، فلا
يُعْبَدُ إلا اللهُ ، وتضعُ الحربُ أوزارَها ، وتُسْلَبُ قريشٌ مُلْكَها ، وتكونُ
الأرضُ كفاثورِ الفِضَّةِ ، تُنْبِتُ نباتَها بعَهْدِ آدمَ حتى يجتمعَ النَّفَرُ
على القِطْفِ من العنبِ فيُشْبِعُهم ، ويجتمعُ النَّفَرُ على الرُّمَّانةِ
فتُشْبِعُهم ، ويكونُ الثُّوْرُ بكذا وكذا وكذا من المالِ ، ويكونُ الفَرَسُ
بالدُّرَيْهِماتِ ، … .)صححه
الألباني.
متى ينزل المسيح بن مريم؟
ينزل
المسيح بن مريم بعد ظهور الدجال وقيام المسلمين بالتجهيز لقتاله وبعد أن تقام
الصلاة ينزل عيسى من السماء عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهروادتين أي ثوبين
وواضعًا كفَّيه على أجنحةِ ملَكَينِ وإذا حرك رأسه تحدر منه الماء على هيئة
اللؤلؤ، ونَفَسُه له ريح إذا شمها الكافر مات ، وريح نفسه يصل إلى منتهى بصره ،
وحينها يعرفه المسلمون ويتقهقر إمام الجيش ليقوم المسيح بالإمامة في الصلاة فيرفض
المسيح ويصلي هذا الإمام ويصلي المسيح مأموما ويقول له المسيح إنها لك أقيمت .
وعن
جابر بن عبدالله أن رسول الله
قال
(لا تَزالُ طائِفةٌ من
أُمَّتي يُقاتِلونَ على الحقِّ ظاهِرينَ إلى يومِ القيامَةِ. قال، فيَنْزِلُ عيسَى
ابنُ مَريَمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيقولُ أميرُهُم: تَعالَ صَلِّ لنا . فيقول
: لا . إن بَعضَكُم علَى بعضٍ أُمَراءُ. تَكرِمَةَ اللهِ هذه الأُمَّةَ)صحيح
مسلم.
قضاء المسيح على الدجال وقتال اليهود:
بعد
أن يفرغ المسلمين من صلاتهم ومعهم عيسى بن مريم يأمرهم بفتح الباب فإذا فتحوا
الباب (ربما كان باب مسجد أو باب حصن من الحصون أو باب مدينة فالله أعلم ) وجدوا
وراءه الدجال واتباعه من اليهود ومعهم سيوف محلاة وعصي من الساج وهو خشب صلب
وعندما يرى الدجال المسيح يفر هاربا ويتعبه جنوده من اليهود ، ويتبعه المسيح هو
وجنوده فيدركه عند باب لد وهي مدينة في فلسطين قرب الرملة فيقتله المسيح بحربته
ولو تركه لذاب كما يذوب الملح في الماء وهذا ما جاء في الحديث المتقدم الذي رواه
أبي أمامة الباهلي( فيَفْتَحُون ووراءَه
الدَّجَّالُ ، معه سبعونَ ألفَ يهوديٍّ ، كلُّهم ذو سيفٍ مُحَلًّى وسَاجٍ ، فإذا
نظر إليه الدَّجَّالُ ذاب كما يذوبُ المِلْحُ في الماءِ . وينطلقُ هاربًا ، …
فيُدْرِكُه عند بابِ لُدٍّ الشرقيِّ ، فيقتلُه ، فيَهْزِمُ اللهُ اليهودَ ، فلا
يَبْقَى شيءٌ مِمَّا خلق اللهُ عَزَّ وجَلَّ يَتَواقَى به يهوديٌّ ، إلا أَنْطَقَ
اللهُ ذلك الشيءَ ، لا حَجَرٌ ولا شجرٌ ولا حائطٌ ولا دابةٌ ، إلا الغَرْقَدَةُ ،
فإنها من شَجَرِهِم لا تَنْطِقُ ، إلا قال : يا عبدَ اللهِ المسلمَ هذا يهوديٌّ
فتَعَالَ اقتُلْه).
قتال اليهود وتكلم الحجر والشجر والدواب والجدران:
وبعد
قتل الدجال يقاتل المسلمون اليهود الذين كانوا معه فيهزموهم ولا يبقى شجر ولا حجر
ولا حائط ولا دابة إلا نطقت عليهم وقالت يا مسلم هذا يهودي فتعال اقتله إلا شجرة
الغرقدة ، فهذه المعركة التي يتكلم فيها الحجر والشجر ويقتل فيها المسلمون اليهود
لن تكون إلا في عهد المسيح وليس كما يظن البعض.
مهمة المسيح بعد القضاء على الدجال وبعد هلا ك يأجوج ومأجوج:
بعد
مقتل الدجال وهلاك يأجوج ومأجوج كما سنبين ذلك تفصيلا في العلامة التالية ، سوف
يتفرغ عيسى بن مريم لتحكيم الشريعة الإسلامية في الأرض والقضاء على الأديان
المنحرفة ، فعن أبي هريرة أن رسول الله
قال(والذي نفسي بيدِه ،
ليُوشِكن أن ينزلَ فيكم ابنُ مريمَ حكمًا عدلًا ، فيكسرَ الصليبَ ، ويقتلَ
الخنزيرَ ، ويضعَ الجزيةَ ، ويَفيضَ المالُ حتى لا يقبلَه أحدٌ ، حتى تكونَ
السجدةُ الواحدةُ خيرًا من الدنيا وما فيها . ثم يقولُ أبو هريرةَ : واقرؤوا إن
شئتم : {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا })صحيح
البخاري.
حيث
يقوم المسيح بكسر الصليب الذي يعبده النصارى من دون الله ويقتل الخنزير الذين
أحلوه لأنفسهم ظلما وجورا ويضع الجزية فلا يقبلها من الكفار فإما الإسلام وإما
القتل .
والسجدة تكون خير من الدنيا وما فيها:
لما وصل الناس من اليقين في ربهم بعد مشاهدة كل هذه العلامات من الدجال والمسيح
ويأجوج ومأجوج وغيرها ولأنهم يعرفون أن الساعة قد أقتربت فيسجودون لله حق السجود
فتكون السجدة خيرا من الدنيا وما فيها.
ويفيض المال : لكثرته وكثرة
الخير حتى لا يقبله أحد فيخرج المرء ليتصدق فلا يجد من يأخذ منه صدقته.
عموم الرخاء وسيادة السلام والأمن في عهد
المسيح :
فقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم (وتُرْفَعُ الشحناءُ
والتباغُضُ ، وتُنْزَعُ حِمَةُ كلِّ ذاتِ حِمَةٍ ، حتى يُدْخِلَ الوليدُ يدَه في
فِيِّ الحَيَّةِ ، فلا تَضُرُّه ، وتَضُرُ الوليدةُ الأسدَ فلا يَضُرُّها ، ويكونُ
الذئبُ في الغنمِ كأنه كلبُها ، وتُمْلَأُ الأرضُ من السِّلْمِ كما يُمْلَأُ
الإناءُ من الماءِ ، وتكونُ الكلمةُ واحدةً ، فلا يُعْبَدُ إلا اللهُ ، وتضعُ
الحربُ أوزارَها ، وتُسْلَبُ قريشٌ مُلْكَها ، وتكونُ الأرضُ كفاثورِ الفِضَّةِ ،
تُنْبِتُ نباتَها بعَهْدِ آدمَ حتى يجتمعَ النَّفَرُ على القِطْفِ من العنبِ
فيُشْبِعُهم ، ويجتمعُ النَّفَرُ على الرُّمَّانةِ فتُشْبِعُهم ، ويكونُ الثُّوْرُ
بكذا وكذا وكذا من المالِ ، ويكونُ الفَرَسُ بالدُّرَيْهِماتِ).
تنزع حمة كل ذات حمة : تنزع السموم من الحيوانات أو الزواحف التي تلدغ وتسلع
بالسم.
ويستفاد منه ما يلي:
1-
أنه ترفع الشحناء والتباغض فلا يكره
الناس بعضهم بعضا ولا يتحاسدون.
2-
أن الحيوانات المفترسة والحيات تصبح غير
ضارة حتى أن الوليد الصغير يدخل يده في فم الحية فلا تضرة ويضرب الصغير الأسد فلا
يضره .
3-
أن الذئب يحرس الغنم فلا يضرها .
4-
وتضع الحرب أوزارها فيكون هناك سلم
وأمان.
5-
وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله.
6-
أن تنبت الأرض خيرها كما كان على عهد
آدم حتى أن مجموعة من الرجال يجتمعون على قطف من العنب فيشبعهم ويجتمع مجموعة من
الرجال على رمانة فتشبعهم وترخص أسعار الدواب والخيول من كثرتها .
ومعنى قوله تصبح الأرض كفاثور الفضة :كإناء الفضة ويدل على صفائها .
مدة بقاء عيسى في الأرض :
سيبقى عيسى بن
مريم في الأرض أربعون عاما ثم يتوفى ويصلي
عليه المسلمون .
فعن أبي هريرة
أن رسول الله
قال (ليس
بيني وبينه نبيٌّ – يعنى عيسَى – وإنَّه نازلٌ ، فإذا رأيتموه فاعرفوه : رجلٌ
مربوعٌ ، إلى الحُمرةِ والبياضِ ، بين مُمصَّرتَيْن ، كأنَّ رأسَه يقطُرُ ، وإن لم
يُصِبْه بَللٌ ، فيُقاتِلُ النَّاسَ على الإسلامِ ، فيدُقُّ الصَّليبَ ، ويقتُلُ
الخنزيرَ ، ويضعُ الجِزيةَ ، ويُهلِكُ اللهُ في زمانِه المِللَ كلَّها ، إلَّا
الإسلامَ ، ويُهلِكُ المسيحَ الدَّجَّالَ ، فيمكُثُ في الأرض أربعين سنةً ثمَّ
يُتوفَّى فيُصلِّي عليه المسلمون)أبي
داود وصححه الألباني.
مربوع
: متوسط القامة.
وسوف يخرج في
حياته حاجا إلى بيت الله الحرام .
فعن أبي هريرة أن
رسول الله
قال(
والذي نفسي بيدِه !
لَيُهلَّنَّ ابنُ مريمَ بفجِّ الرَّوحاءِ ، حاجًّا أو معتمرًا ، أو ليُثنِّينَهما)صحيح
مسلم.
ليهلن
: أي يرفع
صوته بالتلبية .
فج
الروحاء :
طريق الروحاء ، والروحاء مكان بين المدينة ووادي الصفراء في طريق مكة.
ما
هو فضل الناس الذي يصحبون المسيح؟
عن ثوبان مولى
رسول الله أن رسول الله
قال(عِصابتانِ من أمَّتي
أحرزَهُما اللَّه منَ النَّارِ عِصابةٌ تَغزو الهندَ وعصابةٌ تَكونُ معَ عيسى بن
مريَمَ)النسائي
وصححه الألباني.
أحرزهما
الله من النار:
حصنهما الله من النار فلا يدخلوها.
8)
خروج يأجوج ومأجوج:
قال
تعالى (حَتَّى
إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ*
وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا
يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ)الأنبياء96-97.
ومعنى الآيات:
فإذا فُتِح سد يأجوج ومأجوج ، وانطلقوا من مرتفعات الأرض وانتشروا في جنباتها
مسرعين* دنا يوم القيامة وبدَتْ أهواله فإذا أبصار الكفار مِن شدة الفزع مفتوحة لا
تكاد تَطْرِف ، يدعون على أنفسهم بالويل في حسرة : يا ويلنا قد كنا لاهين غافلين
عن هذا اليوم وعن الإعداد له ، وكنا بذلك ظالمين.
يأجوج ومأجود:
قبيلتان موجودتان خلف السد الذي بناه ذي القرنين ، فإذا فتح السد خرجت يأجوج
ومأجوج ، وعندما يخرجون يوحي الله إلى
عيسى بن مريم أنه قد أخرجت عباد لي لا قبل لاحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور أي
حصنهم بجبل الطور ، والطور موجود في سيناء بمصر ، ويأتي يأجوج ومأجوج ويأتون من كل
صوب وكل مرتفع مسرعين حتى يمروا على بحيرية طبرية فيشربوها عن أخرها ، ويصلون إلى
جبل الخمر ببيت المقدس ويقولون إننا قد دانت لنا الأرض وبقى أن نقتل إلة السماء
فيطلقون سهامهم إلى السماء فتعود مخضبة بالدماء ، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه في الطور ولا يجدون
ما يأكلوه وحينها يرغبون ويتضرعون ويلجأون إلى الله فيرسل الله عليهم نغفا وهو دود
صغير في رقابهم فيموتون موتة واحدة ثم
ينزل المسيح وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون موضع شبر إلا ملأه ريحم ونتنهم وجيفهم
فيلجأون إلى الله ثانية فيرسل الله طيرا مثل رقاب الجمال فتحملهم حيث يشاء الله ثم يرسل الله مطرا يعم الأرض جميعها فيغسل
الأرض وتصبح صافية نقية ويقول الله للأرض أنبتي بركتك ، وحينها يأكل مجموعة من
الرجال من الرمانة فيشبعون ويستظلون بقشرها ويبارك الله في لبن الأغنام والإبل
والبقر حتى أن الإبل الحلوب يكفي لبنها مجموعة من الرجال والبقرة الحلوب يكفى
لبنها قبيلة من الناس والغنم الحلوب تكفي لبنها فخذ من الناس وهي جزء من القبيلة.
فعن
النواس بن سمعان أن رسول الله
قال(........فبينما هو كذلك
إذ أوحى اللهُ إلى عيسى : إني قد أخرجتُ عبادًا لي ، لا يدَانِ لأحدٍ بقتالهم .
فحرِّزْ عبادي إلى الطور . ويبعث اللهُ يأجوجَ ومأجوجَ . وهم من كلِّ حدَبٍ
ينسِلونَ . فيمرُّ أوائلُهم على بحيرةِ طَبرِيَّةَ . فيشربون ما فيها . ويمرُّ
آخرُهم فيقولون : لقد كان بهذه ، مرةً ، ماءً . ويحصر نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه .
حتى يكون رأسُ الثَّورِ لأحدِهم خيرًا من مائةِ دينارٍ لأحدِكم اليومَ . فيرغب
نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه . فيُرسِلُ اللهُ عليهم النَّغَفَ في رقابِهم . فيصبحون
فرْسَى كموتِ نفسٍ واحدةٍ . ثم يهبط نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه إلى الأرضِ . فلا
يجِدون في الأرضِ موضعَ شبرٍ إلا ملأه زَهمُهم ونتْنُهم . فيرغب نبيُّ اللهِ عيسى
وأصحابُه إلى اللهِ . فيرسل اللهُ طيرًا كأعناقِ البُختِ . فتحملُهم فتطرحهم حيث
شاء اللهُ . ثم يرسل اللهُ مطرًا لا يَكِنُّ منه بيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٌ . فيغسل
الأرضَ حتى يتركها كالزَّلفَةِ . ثم يقال للأرض : أَنبِتي ثمرَك ، ورُدِّي بركتَك
. فيومئذٍ تأكل العصابةُ من الرُّمَّانةِ . ويستظِلُّون بقِحْفِها . ويبارك في
الرَّسْلِ . حتى أنَّ اللقحةَ من الإبلِ لتكفي الفِئامَ من الناس . واللَّقحةُ من
البقرِ لتكفي القبيلةَ من الناس . والّلقحةُ من الغنمِ لتكفي الفَخِذَ من الناس ..........
وفي رواية : وزاد بعد قوله " - لقد كان بهذه ، مرة ، ماءً - ثم يسيرون حتى
ينتهوا إلى جبلِ الخمرِ . وهو جبلُ بيتِ المَقدسِ . فيقولون : لقد قتَلْنا مَن في
الأرضِ . هَلُمَّ فلنقتلْ مَن في السماءِ . فيرمون بنُشَّابِهم إلى السماءِ .
فيردُّ اللهُ عليهم نُشَّابَهم مخضوبةً دمًا " . وفي روايةِ ابنِ حجرٍ "
فإني قد أنزلت عبادًا لي ، لا يَدَيْ لأحدٍ بقتالِهم)صحيح
مسلم.
زهمهم :
ريحهم ونتنهم.
بيت مدر:
بيوت من الطين الصلب.
لا يَكِنُّ منه بيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٌ:المقصود أن المطر يعم الأرض البيوت
والحيوانات ذات الوبر.
كأعناق البخت :
كرقاب الجمال
كالزلقه :
كالمرآة من شدة صفائها ونقائها.
ماذا يحدث بعد هلاج يأجوج ومأجوج وموت عيسى عليه السلام ؟
بعد موت المسيح يبعث الله ريحا طيبة فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ولا
يبقى بعدها إلا شرار الناس :
فعن النواس بن سمعان أن رسول الله
قال(فبينما هم كذلك إذ بعث اللهُ
ريحًا طيِّبَةً . فتأخذُهم تحت آباطِهم . فتقبض رُوحَ كلِّ مؤمنٍ وكلِّ مسلمٍ .
ويبقى شِرارُ الناسِ ، يتهارَجون فيها تهارُجَ الحُمُرِ ، فعليهم تقوم الساعةُ)صحيح
مسلم.
عن
أبي هريرة أن رسول الله
قال:
(إن اللهَ يبعثُ ريحًا من
اليمنِ ، ألينَ من الحريرِ ، فلا تدعْ أحدًا في قلبِه ( قال أبو علقمةَ : مثقالَ
حبةٍ . وقال عبدالعزيز : مثقالَ ذرةٍ ) من إيمانٍ إلا قبضتْه)صحيح
مسلم.
وبعد قبض أرواح المؤمنين تحدث أمور منها :
1- يرفع
القرآن من الأرض.
2- عدم
دراية الناس بالصلاة والصيام والزكاة والصدقة والحج.
3- هدم
الكعبة على يد ذو السُّوَيقَتَينِ:
وهذا
الرجل الذي يخرب الكعبة من الحبشة وهو أسود أفحج أي غير معتدل المشية لعيب في
الساق ويقلع الكعبة حجرا حجرا.
فعن
أبي هريرة أن رسول الله
قال
:( يُخَرِّبُ الكعبةَ ذو
السُّوَيقَتَينِ من الحبشةِ)صحيح
البخاري.
عبدالله
بن عباس أن رسول الله
قال
:( كأني به أسودَ أفحَجَ ،
يَقلَعُها حجَرًا حجَرًا)صحيح
البخاري.
وبعد
رفع القرآن وعدم دراية الناس بأركان الإسلام ، يقول الناس أدركنا أبائنا على كلمة
لا إله إلا الله فنحن نقولها وهذا منجاة لهم من النار لجهلهم وعدم علمهم بأركان
الإسلام حيث أن هذه الكلمة تنجيهم من
النار بإذن الله.
وبعد ذلك يعود الناس إلى عبادة الأوثان والأصنام حيث يتمثل لهم الشيطان
ويأمرهم بذلك فيستجيبوا:
فعن عائشة أن رسول الله
قال
:( لا يذهبُ الليلُ
والنهارُ حتَّى تعبدَ اللاتُ والعزَّى . فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ! إنْ كنتُ لأظنُّ
حينَ أنزلَ اللهُ : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ
الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } [ 9
/ التوبة / 33 ] و[ 61 / الصف / 9 ] أنَّ ذلكَ تامًّا قال : إنَّهُ سيكونُ مِنْ
ذلكَ ما شاءَ اللهُ . ثُمَّ يبعثُ اللهُ ريحًا طيبةً . فتوفَّى كلَّ مَنْ في
قلبِهِ مِثقالُ حبةِ خردلٍ مِنْ إيمانٍ . فيبقَى مَنْ لا خيرَ فيهِ . فيرجعونَ إلى
دينِ آبائِهمْ)صحيح
مسلم.
وعن
أبي هريرة أن رسول الله
قال (لا
تقومُ الساعةُ حتى تضطربَ ألَيَاتُ نساءِ دَوْسٍ على ذي الخَلَصَةِ)صحيح
البخاري.
أي
تضطرب ألياتهن(مؤخرتهن) من الطواف عند ذلك الصنم ، وقد كان هذا الصنم موجودا وهدمة
المسلمون وسوف يعبدونه من جديد ، ودوس هذه قبيلة من قبائل العرب.
وعن
عبدالله بن عمرو أن رسول الله
قال:
(...... ثم يرسل اللهُ
ريحًا باردةً من قِبَلِ الشأمِ . فلا يبقى على وجه الأرضِ أحدٌ في قلبِه مثقالُ
ذرَّةٍ من خيرٍ أو إيمانٍ إلا قبضتْه . حتى لو أنَّ أحدَكم دخل في كبدِ جبلٍ
لدخلتْه عليه ، حتى تقبضَه " . قال : سمعتُها من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ
عليه وسلَّمَ . قال " فيبقى شرارُ الناسِ في خِفَّةِ الطيرِ وأحلامِ
السِّباعِ . لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا . فيتمثَّل لهم الشيطانُ فيقول :
ألا تَستجيبون ؟ فيقولون : فما تأمرُنا ؟ فيأمرهم بعبادةِ الأوثانِ . وهم في ذلك
دارٌّ رزقُهم ، حسنٌ عَيشُهم . ثم يُنفخُ في الصُّورِ . فلا يسمعُه أحدٌ إلا أصغى
لَيْتًا ورفع لَيْتًا . قال وأولُ من يسمعُه رجلٌ يلوطُ حوضَ إبلِه . قال فيُصعَقُ
، ويُصعقُ الناسُ)صحيح
مسلم.
وعن
حذيفة بن اليمان أن رسول الله
قال:(
يدرُسُ الإسلامُ كما
يدرُسُ وَشيُ الثَّوبِ حتَّى لا يُدرَى ما صيامٌ، ولا صلاةٌ، ولا نسُكٌ، ولا
صدَقةٌ، ولَيُسرى على كتابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ في ليلَةٍ، فلا يبقى في الأرضِ
منهُ آيةٌ، وتبقَى طوائفُ منَ النَّاسِ الشَّيخُ الكبيرُ والعجوزُ، يقولونَ:
أدرَكْنا آباءَنا على هذِهِ الكلمةِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فنحنُ نقولُها فقالَ
لَهُ صِلةُ: ما تُغني عنهم: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَهُم لا يَدرونَ ما صلاةٌ،
ولا صيامٌ، ولا نسُكٌ، ولا صدقةٌ؟ فأعرضَ عنهُ حُذَيْفةُ، ثمَّ ردَّها علَيهِ
ثلاثًا، كلَّ ذلِكَ يعرضُ عنهُ حُذَيْفةُ، ثمَّ أقبلَ علَيهِ في الثَّالثةِ،
فقالَ: يا صِلةُ ، تُنجيهِم منَ النَّار ثلاثًا)بن
ماجة وصححه الألباني.
يدرس الإسلام كما يدرس وَشيُ الثوب: يمحى الإسلام كما يبلى ويمحى نقش
الثوب.
ولَيُسرى على كتابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ في ليلَةٍ، فلا يبقى في الأرضِ
منهُ آيةٌ:
أي يرفع القرآن
فلا يبقى منه آية في الصدور أو في المصاحف.
9)
نار تخرج من اليمن لتحشر
الناس إلى الشام:
لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس وهؤلاء هم الذي يحشرون إلى الشام:
فهؤلاء
الناس ليس في قلوبهم مثقال ذرة من إيمان ، ويتهارجون تهارج الحمير حيث يفترش
الرجال النساء في الشوارع للزنا ، وتعبد الأوثان والأصنام وأصبح لا يذكر في الأرض الله
الله فهنا يأمر الله إسرافيل بالنفخ في الصور ليصعق من في السموات ومن في الأرض
إلا ما شاء الله .
فعن
انس بن مالك أن رسول الله
قال :(
لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى لا يقالَ في الأرضِ: اللَّهُ ، اللَّهُ)صحيح
مسلم.
وأخر
علامات الساعة نار تخرج من عدن في اليمن فتسوق الناس أمامها حتى يصلوا إلى الشام
وهي أرض المحشر ، وعندما تسير النار خلف الناس فمنهم الذي يركب الجمل حتى أن كل
اثنان وكل ثلاثة وكل أربعة وكل عشرة على جمل وذلك للهرب من النار ومنهم الذي يمشي
على قدميه ، والنار تسوقهم فإذا ناموا توقفت وإذا استكملوا مسيرهم في الصباح
ساقتهم النار، وعندما يصل الناس إلى الشام يبقون هناك حتى يأمر الله إسرافيل
بالنفخ في الصور فيصعقون ضمن من يصعقون .
فعن
سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله
قال
:( يُحشَرُ النَّاسُ على
ثلاثِ طرائقَ : راغبين راهبين ، واثنان على بعيرٍ ، وثلاثةٌ على بعيرٍ ، وأربعةٌ
على بعيرٍ ، وعشرةٌ على بعيرٍ . وتَحشُرُ بقيَّتَهم النَّارُ ، تُقيلُ معهم حيث
قالوا ، وتبيتُ معهم حيث باتوا ، وتُصبِحُ معهم حيث أصبحوا ، وتُمسي معهم حيث
أمسَوْا)صحيح
البخاري.
عن
معاوية بن حيدة القشيري أن رسول الله
قال : (إِنَّكم تُحْشرونَ رِجالًا
و رُكْبانًا ، وتُجَرُّونَ علَى وجوهِكم ههنا وأومَأَ بِيَدِهِ نحوَ الشامِ)صححه
الألباني.
عن
أبي ذر الغفاري أن رسول الله
قال:
(الشامُ أرضُ المحشرِ و
المنشرِ)صححه
الألباني.
والمقصود بأن الشام أرض المحشر : أي يحشر إليها الناس حتى يصعقون هناك .
وأرض المنشر :
أي منه يبعث الناس من قبورهم .
وعن
حذيفة بن أسيد الغفاري أن رسول الله
قال
:( لاَ تقومُ السَّاعةُ
حتَّى تروا عشرَ آياتٍ : ...... ونارٌ تخرجُ من قعرِ عدنَ تسوقُ النَّاسَ أو تحشرُ
النَّاسَ فتبيتُ معَهم حيثُ باتوا وتقيلُ معَهم حيثُ قالوا) الترمذي
وصححه
الألباني.
من كتاب السراج المنير في شرح العقيدة الاسلامية
لتحميل الكتاب أدخل على كتب مهمة للتحميل في المدونة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق